199

Al-Nihaya fi Sharh Al-Hidaya

النهاية في شرح الهداية

Daabacaha

رسائل ماجستير، مركز الدراسات الإسلامية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى

Sanadka Daabacaadda

1435-1438

Goobta Daabacaadda

مكة المكرمة

بِخِلافِ النَّوْمِ حَالَةَ الْقِيَامِ وَالْقُعُودِ وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ فِي الصَّلاةِ وَغَيْرِهَا هُوَ الصَّحِيحُ، لأنَّ بَعْضَ الاسْتِمْسَاكِ بَاقٍ، إذْ لَوْ زَالَ لَسَقَطَ فَلَمْ يَتِمَّ الاسْتِرْخَاءُ، وَالْأَصْلُ فِيهِ قَوْلُهُ ﵊: «لا وُضُوءَ عَلَى مَنْ نَامَ قَائِمًا أَوْ قَاعِدًا أَوْ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، إنَّمَا الْوُضُوءُ عَلَى مَنْ نَامَ مُضْطَجِعًا، فَإِنَّهُ إذَا نَامَ مُضْطَجِعًا اسْتَرْخَتْ مَفَاصِلُهُ». -قوله: (بخلاف حالة القيام والقعود والركوع) هذا عندنا. وقال الشافعي: إذا نام [قائمًا] (^١) أو راكعًا أو ساجدًا فإنه ينتقض الوضوء قولًا واحدًا، فإذا نام قاعدًا مستويًا وأليتاه على الأرض فله فيه قولان، فإذا على أحد قولي الشافعي: نفس النوم حدث على أي صفة ما نام، وفي قوله: نفس النوم لا يكون حدثًا إلا أن يكون مسكته زائلة عن مستوى جلوسه، كذا في «مبسوط شيخ الإسلام:» (^٢). -قوله: (في الصلاة وغيرها) إنما قيد بهذا لأنه إذا نام على هيئة السجود أو قائمًا أو قاعدًا أو راكعًا خارج الصلاة ففيه اختلاف المشايخ. وذكر ابن شجاع (^٣) إنما لا يكون حدثًا في هذه الأحوال في الصلاة، فأما خارج الصلاة يكون حدثًا. وفي ظاهر الرواية لا فرق بينهما لبقاء الاستمساك. وعن علي بن [أبي] (^٤) موسى القمي (^٥): قال: لا أعرف في هذه المسألة رواية منصوصة عن أصحابنا المتقدمين، ولكن على قياس مذهبهم ينبغي أن يقال: إذا نام ساجدًا على الصفة التي هي [شبة] (^٦) السجود فأن كان رافعًا بطنه عن الأرض مجافيًا لمرفقيه عن جنبيه لا يكون حدثًا، ولو نام قاعدًا [ووضع] (^٧) أليتيه على عقبيه وصار شبه المنكب على وجهه.

(^١) في الأصل (أ): «قاعدًا» والتصويب من (ب). (^٢) انظر: المبسوط للسرخسي (١/ ٧٨) باب الوضوء والغسل وانظر أيضًا: مبسوط شيخ الإسلام (١/ ٧٧) باب الوضوء والغسل. (^٣) هو: أبو شجاع محمد الثلجي، الحنفي من أصحاب الحسن بن زياد، تتلمذ على الإمام محمد الشيباني، من مصنفاته/ ١ - نوادر ابن شجاع في الفقه، ٢ - مسائل ابن شجاع (ت ٢٦٦ هـ):. انظر: ميزان الاعتدال (٣/ ٥٧٧، ٥٧٨)، تهذيب التهذيب (٩/ ٢٢٠) النجوم الزاهرة (٣/ ٤٢)، الفوائد البهية (١٧١). (^٤) ساقط من (ب). (^٥) هو الإمام: أبو الحسن، علي بن موسى بن يزيد القمي النيسابوري، شيخ الحنفية بخراسان وهو فقيه، أصولي، محدث، رحالة، مفسر من أهل العراق من شيوخه: محمد بن حميد الرازي ومحمد بن معاوية بن مالح وتفقه على محمد بن شجاع، من تصانيفه: كتب: أحكام القرآن، (ت ٣٠٥ هـ)،. انظر: الجواهر المضيئة وشرح الجامع الكبير (٢/ ٤٤٩)، وكشف الظنون (١/ ٥٦٩)، ومعجم المؤلفين (٧/ ٢٥٠) لعمر رضا كحالة، المتوفي سنة: (١٤٠٨ هـ)، الناشر: مكتبة بيروت -ودار إحياء التراث العربي- بيروت. (^٦) في (أ): «سنة» والتصويب من (ب). (^٧) في (ب): «واضعًا».

1 / 68