Fiqh Theories
النظريات الفقهية
Daabacaha
دار القلم والدار الشامية
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1414 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
وقت الانفساخ، إذا كان العقد قد نفذ ولا يمكن إعادته، مثل فسخ الإِجارة لهدم البناء أو لوفاة أحد العاقدين فتنتهي آثار العقد من تاريخ الهدم والموت، ويصور لهذا الفرق بأن البطلان كالجنين الذي سقط ميتاً فلا يثبت له حق في الميراث وغيره، وأن الإِبطال والانفساخ كالجنين الذي ولد حياً، فتثبت له جميع صفات الحياة وحقوق الإنسان ثم مات بعد ذلك (١).
نتائج البطلان:
ينتج عن البطلان نتيجة أساسية هامة، ويتفرع عنها نتائج فرعية، ولكن لكل قاعدة استثناء، ولذلك فإنه يترتب على العقد الباطل بعض الآثار استثناء، وإليك التفصيل:
أولاً - نتيجة البطلان الأساسية:
ينتج عن البطلان عدم ترتب الأثر المقرر شرعاً للتصرف، فلا يترتب على العقد موضوعه الذي شرع من أجله، ولا ينتج عنه أثر من الآثار التي وضعها الشارع للعقد الصحيح الذي توفرت أركانه ومقوماته وشروطه (٢)، فلا تنتقل الملكية في المبيع، ولا يملك المشتري المبيع ولو قبضه من البائع، ولا تحل المرأة للرجل في العقد الباطل، ولا يملك المنفعة في العين المستأجرة ... (٣).
وهذه النتيجة بعدم ترتب آثار العقد، وسلب نتائجه وفقدان قيمته واعتباره في نظر الشارع، على الرغم من وجوده الحسي، هو المؤيد المدني للحفاظ على نظام العقد، والتقيد بالأحكام الشرعية، والالتزام بالحدود والقيود التي وضعها الشارع له، لأن الإِنسان الذي يعلم أنه لن يحصل على آثار العقد، ولا يجني ثماره إذا خالف أحكامه، فإنه يتجنب المخالفة، ويسير على الصراط
(١) المدخل الفقهي العام ٦٦٢/١.
(٢) إن حكم البطلان في العبادات هو عدم سقوطها عن المكلف، وعدم براءة ذمته منها، وعدم ترتب الأجر والثواب على الفعل، مع وجوب الإِعادة، انظر: أصول الفقه الإسلامي، للمؤلف ص ٣٧٥.
(٣) انظر الأشباه والنظائر، ابن نجيم ص ٣٣٧، بدائع الصنائع ٣٣٩١/٧، فتح القدير ١٨٧/٥، الملكية ونظرية العقد، أبو زهرة ص ٣٦٠.
88