Nasiha Fi Sifat Rabb
النصيحة في صفات الرب جل وعلا
Baare
زهير الشاويش
Daabacaha
المكتب الإسلامي
Lambarka Daabacaadda
الثانية
Sanadka Daabacaadda
1394 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
Caqiidada iyo Mad-habada
الْفَوْقِيَّة بفوقية الْمرتبَة والاستواء بِالِاسْتِيلَاءِ فَنحْن اشد النَّاس هربا من ذَلِك وتنزيها للباري ﷾ عَن الْحَد الَّذِي يحصره فَلَا يحد بِحَدّ يحصره بل بِحَدّ تتَمَيَّز بِهِ عَظمَة ذَاته عَن مخلوقاته والاشارة إِلَى الْجِهَة إِنَّمَا هُوَ بِحَسب الْكَوْن وأسفله إِذْ لَا يُمكن الاشارة إِلَيْهِ إِلَّا هَكَذَا وَهُوَ فِي قدمه سُبْحَانَهُ منزه عَن صِفَات الْحُدُوث وَلَيْسَ فِي الْقدَم فوقية وَلَا تحتية وَإِن من هُوَ مَحْصُور فِي التحت لَا يُمكنهُ معرفَة بارئه إِلَّا من فَوْقه فَتَقَع الاشارة إِلَى الْعَرْش حَقِيقَة إِشَارَة معقولة وتنتهي الْجِهَات عِنْد الْعَرْش وَيبقى مَا وَرَاءه لَا يُدْرِكهُ الْعقل وَلَا يكيفه الْوَهم فَتَقَع الاشارة عَلَيْهِ كَمَا يَلِيق بِهِ مُجملا مثبتا لَا مكيفا وَلَا ممثلا وَجه آخر من الْبَيَان هُوَ أَن الرب سُبْحَانَهُ ثَابت الْوُجُود ثَابت الذَّات لَهُ ذَات مُقَدَّسَة متميزة عَن مخلوقاته يتجلى يَوْم الْقِيَامَة للأبصار وَيُحَاسب الْعَالم فَلَا يجهل ثُبُوت ذَاته وتمييزها عَن مخلوقاته فَإِذا ثَبت ذَلِك فقد أوجد الأكوان فِي مَحل وحيز وَهُوَ سُبْحَانَهُ فِي قدمه منزه عَن الْمحل والحيز فيستحيل شرعا وعقلا عِنْد حُدُوث الْعَالم أَن يحل فِيهِ أَو يخْتَلط بِهِ لِأَن الْقَدِيم لَا يحل فِي الْحَادِث وَلَيْسَ هُوَ محلا للحوادث فَلَزِمَ أَن يكون بَائِنا عَنهُ وَإِذا كَانَ بَائِنا عَنهُ فيستحيل أَن يكون الْعَالم فِي جِهَة الفوق وان يكون الرب سُبْحَانَهُ فِي جِهَة التحت هَذَا محَال شرعا وعقلا فَيلْزم أَن يكون فَوْقه بالفوقية اللائقة بِهِ الَّتِي لَا تكيف وَلَا تمثل بل يعلم من حَيْثُ الْجُمْلَة والثبوت لَا من حَيْثُ التَّمْثِيل والتكييف وَقد سبق الْكَلَام فِي أَن الاشارة إِلَى الْجِهَة إِنَّمَا هُوَ باعتبارنا لأَنا فِي مَحل وحيز وحد والقدم لَا فَوق فِيهِ وَلَا جِهَة واستحالة علوها عَلَيْهِ فَلَا يُمكن مَعْرفَته وَالْإِشَارَة بِالدُّعَاءِ إِلَيْهِ إِلَّا من جِهَة الفوق لِأَنَّهَا أنسب الْجِهَات
1 / 20