Al-Muwafi bi Ma'rifat al-Tasawwuf wa al-Sufi

Abu al-fadl al-Adfuwi d. 748 AH
13

Al-Muwafi bi Ma'rifat al-Tasawwuf wa al-Sufi

الموفي بمعرفة التصوف والصوفي

Baare

الدكتور محمد عيسى صالحية

Daabacaha

مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م

Goobta Daabacaadda

الكويت

Noocyada

الاختلافات وتنزل البركات. فقالت النساء: إذا شئت. فاختلط جماعة الرجال بجماعة النساء طول ليلتهم، فلما كان سحرًا خرجوا، ويبدو أن ذلك الحادث قد وقع في اليوم الأول من الصوم، أو الأحد الأول من الصوم حسب رواية الشابشتي في الديارات (^١)، وأصبح ذلك اليوم احتفالًا لهم يختلط فيه الرجال بالنساء. وقد أشار ابن الجوزي إلى أن صوفية عصره قد سدُّوا على أنفسهم باب النظر إلى النساء الأجانب، لبعدهم عن مصاحبتهن وامتناعهم عن مخالطتهن، واشتغلوا بالتعبد عن النكاح. واتفقت لهم صحبة الأحداث على وجه الإرادة وقصد الزهادة (^٢). ويقرر ابن الجوزي بأن آفة الصوفية في عصره في صحبة الأحداث ومعاشرة الأضداد (^٣)، ولم يقف البلاء عند هذا الحد، بل تعداه لإِضفاء مشروعية ذلك للمتصوفة، فقد صنف أبو الفضل، محمد بن طاهر، المعروف بابن القيسراني الشيباني ت ٥٠٧ هـ = ١١١٣ م رسالة في إباحة السماع والنظر إلى المرد (^٤). واشتهر من المتصوفة بالتهتك والاستباحة خضر الكردي شيخ الملك الظاهر بيبرس، والشيخ أبي الحسن الحريري، وسليمان بن المولّه المجذوبه. وكان علي الحريري أكثرَ المتصوفة تهتكًا في معاشرة الأحداث "فكان

(^١) وردت عند الحديث عن دير الخوات ص ٩٣، وانظر ابن فضل اللَّه العمري: مسالك الأبصار، ١/ ٢٨٠ - ٢٨٢ (تحقيق أحمد زكي باشا). (^٢) ابن الجوزي: تلبيس إبليس، ٢٦٥. (^٣) المرجع السابق، ٢٧٦. (^٤) الشعراني: الطبقات الكبرى، ٢/ ١٢٩.

1 / 15