77

Al-Mu'tamad min Qadim Qawl al-Shafi'i 'ala al-Jadid

المعتمد من قديم قول الشافعي على الجديد

Daabacaha

دار عالم الكتب

Sanadka Daabacaadda

1417 AH

Goobta Daabacaadda

الرياض

قريباً منه فرضي الله عنه ومن ذلك أخذه رضي الله عنه بالاحتياط في مسائل العبادات وغيرها كما هو معروف من مذهبه، ومن ذلك شدة اجتهاده في العبادة وسلوك طرائق الورع والسخاء والزهادة، وهذا من خلقه وسيرته مشهور معروف، ولا يتمارى فيه إلا جاهل أو ظالم عسوف، فكان رضي الله عنه بالمحل الأعلى من متانة الدين وهو من المقطوع بمعرفته عند الموافقين والمخالفين.

"وليس يصح في الأذهان شيء

إذا احتاج النهار إلى دليل"(١)

وقد كثر المجتهدون في المذهب الشافعي، واشتهر منهم في الاجتهاد المطلق المحمدون الأربعة وأبو ثور وغيرهم، وكان العصر من عهد الإمام الشافعي وما قبله عصر اجتهاد إلى منتصف القرن الرابع الهجري، ولا يستغرب أن يخرج أحد الأئمة المجتهدين الكبار على مذهب شيخه لما توفر لديه من ملكات الاجتهاد المطلق.

ولقد وجدت للإمام النووي كلاماً لطيفاً في الفتوى والافتاء والمفتون وتقسيمات بديعية وهو الإمام في هذا الفن فاقتصر منه على تقسيم المفتيين وأحوالهم يقول: "قال أبو عمرو: المفتون قسمان مستقل وغيره، فالمستقل شرطه مع ماذكرنا أن يكون قيماً(٢) بمعرفة أدلة الأحكام الشرعية عن الكتاب

(١) المجموع، ج١، ص ١٧ - ٢٠.

(٢) في الحاشية: قوله قيماً هكذا في نسخة الأذرعي، وفي نسخة أخرى فقيهاً بدل قيماً، انتهى كلام المصحح قلت: والصحيح ما في النسخة الأخرى فهو المراد وهو الذي يستقيم به الكلام.

72