75

Al-Mu'tamad min Qadim Qawl al-Shafi'i 'ala al-Jadid

المعتمد من قديم قول الشافعي على الجديد

Daabacaha

دار عالم الكتب

Sanadka Daabacaadda

1417 AH

Goobta Daabacaadda

الرياض

وهو الإمام الحجة في لغة العرب ونحوهم فقد اشتغل في العربية عشرين سنة مع بلاغته وفصاحته ومع أنه عربي اللسان والدار والعصر وبها يعرف الكتاب والسُنة، وهو الذي قلد المنن الجسيمة جميع أهل الآثار وحملة الأحاديث ونقلة الأخبار بتوقيفه إياهم على معاني السُنن وتنبيههم وقذفه بالحق على باطل مخالفين السُنن وتمويههم فنعشهم بعد أن كانوا خاملين وظهرت كلمتهم على جميع المخالفين ودمغوهم بواضحات البراهين حتى ظلت أعناقهم لها خاضعين.

قال محمد بن الحسن رحمه الله إن تكلم أصحاب الحديث يوماً ما فبلسان الشافعي يعني لما وضع من كتبه، وقال الحسن بن محمد الزعفراني كان أصحاب الحديث رقوداً فأيقظهم الشافعي فتيقظوا، وقال أحمد بن حنبل رحمه الله ما أحد مس بيده محبرة ولا قلماً إلا والشافعي في رقبته منة، فهذا إمام أصحاب الحديث وأهله ومن لا يختلفون في ورعه وفضله.

ومن ذلك أن الشافعي رحمه الله مكنه الله من أنواع العلوم حتى عجز لديه المناظرون من الطوائف وأصحاب الفنون واعترف بتدبيره وأذعن الموافقون والمخالفون في المحامل المشهورة الكبيرة المشتملة على أئمة عصره في البلدان وهذه المناظرات معروفة موجودة في كتبه رضي الله عنه وفي كتب الأئمة المتقدمين والمتأخرين وفي كتاب الأم للشافعي رحمه الله من هذه المناظرات جمل من العجائب والآيات والنفائس الجليلات، والقواعد المستفادات، وكم من مناظرة وقاعدة فيه يقطع كل من وقف عليها وأنصف وصدق أنه لم يسبق إليها. ومن ذلك أنه تصدر في عصره الأئمة المبرزين

70