46

Al-Mu'tamad min Qadim Qawl al-Shafi'i 'ala al-Jadid

المعتمد من قديم قول الشافعي على الجديد

Daabacaha

دار عالم الكتب

Sanadka Daabacaadda

1417 AH

Goobta Daabacaadda

الرياض

السير" إلا علي بن أبي طالب فرد عليه الإمام أحمد رحمه الله "يا عجباً لك فيمن كان يحتج الشافعي في قتال أهل البغي فإنه أول من ابتلى من هذه الأمة بقتال أهل البغي علي بن أبي طالب فخجل يحيى رحمه الله.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن كيف كون الإمام الشافعي رحمه الله مذهبه الأول في هذه الظروف ولكن الإجابة سهلة مسلسلة مما عرفنا من صفات هذا الرجل الفذ العملاق الذي خاض الصعاب وأرهقته الرحلات وأتعبه المسير فلقد وجدنا الإمامين الجليلين أبا حنيفة ومالك رحمهما الله لا يتركان وطنهما إلا في ركاب الحجيج ووجدناه رحمه الله يخوض غمار الصحراء بحثاً عن العلم والعلماء ولا أدل على ذلك من سيرته وما احتوته من أخباره وترحاله.

ففي الكوفة كانت مدرسة أبي حنيفة قد فتحت الأبواب على مصارعها للاجتهاد وردت الكثير من الأحاديث فوجب على الإمام الشافعي أن يبين وجوه الاحتياط من مخاطر هذه الطريقة على الحديث والسُنة واستنباط الأحكام من آيات الكتاب العزيز ولابد لذلك من قواعد علمية يسير عليها المتفقهون، وقد كان القياس ويضاف إليه الاستحسان والعرف من أكبر ما اشتهر به فقه أبي حنيفة في حين كانت السُنن والآثار وعمل أهل المدينة حجر الزاوية في فقه الإمام مالك إضافة إلى العرف والمصالح المرسلة.

وقد وجد الإمام الشافعي رحمه الله في بغداد صورة متكاملة للمدرستين الفكريتين من أصحاب الحديث وأصحاب الرأي فالأولون

41