16

Al-Mu'tamad min Qadim Qawl al-Shafi'i 'ala al-Jadid

المعتمد من قديم قول الشافعي على الجديد

Daabacaha

دار عالم الكتب

Sanadka Daabacaadda

1417 AH

Goobta Daabacaadda

الرياض

وعن الحميدي قال: "قال الشافعي: خرجت أطلب النحو والأدب فلقيني مسلم بن خالد الزنجي فقال: يا فتى من أين أنت؟ قلت: من أهل مكة، قال: أين منزلك؟ قلت: بشعب الخيف، قال: من أي قبيلة أنت؟ قلت: من عبد مناف، فقال: بخ بخ لقد شرفك الله في الدنيا والآخرة ألا جعلت فهمك هذا في الفقه فكان أحسن بك.

أخذ الإمام الشافعي العلم عن مسلم بن خالد الزنجي وغيره من أئمة مكة، ثم بدأ عصا التسيار إلى مدينة رسول الله ﷺ حيث الجبل الشمخ مفتى عصره وإمام دار الهجرة مالك بن أنس، ورحلته في ذلك مشهورة مدونة، وكان عمر الشافعي آنذاك ثلاث عشرة سنة، وقد حفظ الموطأ قبل إتيانه المدينة، قال رحمه الله: "قدمت على مالك وقد حفظت الموطأ ظاهراً، فقلت: إني أريد أن أسمع الموطأ منك، فقال: أطلب من يقرأ لك، وكررت عليه، فقال: أقرأ، فلما سمع قراءتي قال: أقرأ فقرأت عليه حتى فرغت منه".

أعجب الإمام مالك بقراءة الشافعي وطلب منه المزيد ثم قال له: "اتق الله فإنه سيكون لك شأن"، وفي رواية: إن الله تعالى قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بالمعصية".

لازم الشافعي الإمام مالكاً وتلقى منه علمه وفقهه، ثم عاد إلى مكة ولم يطل مكثه بها حيث سعي له أحد قرابته ليعمل بنجران وهي من نواحي اليمن آنذاك، قيل والياً وقيل قاضياً، ولم يطل به المقام أيضاً حيث نقل إلى بغداد بوشاية مناصرته العلويين، فألهمه الله حجته وقال لهارون الرشيد: يا أمير المؤمنين ما تقول في رجلين أحدهما يراني أخاه، والآخر يراني عبده،

11