14

Al-Mu'tamad min Qadim Qawl al-Shafi'i 'ala al-Jadid

المعتمد من قديم قول الشافعي على الجديد

Daabacaha

دار عالم الكتب

Sanadka Daabacaadda

1417 AH

Goobta Daabacaadda

الرياض

نسيب لي وجعلت أطلب العلم فيقول لي: لا تشتغل بهذا وأقبل على ما ينفعك، فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى رزقني الله منه ما رزق".

فالشافعي عندما ولد بغزة حملته أمه إلى مكة ليعرفه أهله ويلتحق بهم نسبه، وكانت تتردد به إلى قبيلتها الأزدية فخشيت من مكثه الدائم بينهم أن يضيع نسبه أيضاً وأن ينسى أهله ويشتغل عنهم فأحبت رباطه بهم إقامة ومعيشة.

هاجرت أم الشافعي به إلى مكة في رحلتها الأخيرة، واستوطنت به "منى" ومن هنا بدأت رحلة العلم انطلاقاً من كتاب الله عز وجل، يقول الشافعي: "كنت يتيماً في حجر أمي، ولم يكن معها ما تعطي المعلم، وكان المعلم قد رضي مني أن أخلفه إذا قام، فلما ختمت القرآن دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء وأحفظ الحديث أو المسألة، وكان منزلنا في شعف الخيف، وكنت أنظر إلى العظم يلوح فأكتب فيه الحديث أو المسألة، وكانت لنا جرة قديمة فإذا امتلأ العظم طرحته في الجرة."

اتجه الشافعي بعد هذا الحفظ المتقن لكتاب الله وحديث رسول الله ﷺ وبعض المسائل العلمية إلى التوجه إلى البادية ليحظى فيها بفصاحة اللسان، والبعد عن العجمة التي بدأت تأخذ طريقها إلى المدن نظراً للاختلاط بالأعاجم.

كانت قبيلة هذيل بجوار الحرم، وكانت أفصح العرب وأكثرها شعراً، فلازمها الشافعي رحمه الله وأخذ يتعلم لغتهم ويأخذ سجاياهم، وعاداتهم ويحفظ أشعارهم، يقول الشافعي رحمه الله: "إني خرجت عن مكة فلازمت

9