154

Al-Muntakhab Fi Tafsir Al-Quran Al-Kareem

المنتخب في تفسير القرآن الكريم

Daabacaha

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - مصر

Daabacaad

الثامنة عشر

Sanadka Daabacaadda

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Goobta Daabacaadda

طبع مؤسسة الأهرام

Noocyada

٤٨ - وأنزلنا إليك - أيها النبى - الكتاب الكامل، وهو القرآن، ملازمًا الحقّ فى كل أحكامه وأنبائه، موافقًا ومصدِّقًا لما سبقه من كتبنا، وشاهدًا عليها بالصحة، ورقيبًا عليها بسبب حفظه من التغيير. فاحكم بين أهل الكتاب إذا تحاكموا إليك بما أنزل الله عليك، ولا تتبع فى حكمك شهواتهم ورغباتهم، فتنحرف عما جاءك منا من حق. لكل أمة منكم - أيها الناس - جعلنا منهاجًا لبيان الحق، وطريقًا واضحًا فى الدين يمشى عليه، ولو شاء الله لجعلكم جماعة متفقة ذات مشارب واحدة، لا تختلف مناهج إرشادها فى جميع العصور، ولكنه جعلكم هكذا ليختبركم فيما آتاكم من الشرائع، ليتبين المطيع والعاصى. فانتهزوا الفرص، وسارعوا إلى عمل الخيرات، فإن رجوعكم جميعًا سيكون إلى الله - وحده - فيخبركم بحقيقة ما كنتم تختلفون فيه، ويجازى كلا منكم بعمله.
٤٩ - وأمرناك - أيها الرسول - بأن تحكم بينهم بما أنزل الله، ولا تتبع رغباتهم فى الحكم، واحذرهم أن يصرفوك عن بعض ما أنزله الله إليك. فإن أعرضوا عن حكم الله وأرادوا غيره، فاعلم أن الله إنما يريد أن يصيبهم بفساد أمورهم، لفساد نفوسهم، بسبب ذنوبهم التى ارتكبوها من مخالفة أحكامه وشريعته، ثم يجازيهم عن كل أعمالهم فى الآخرة، وإن كثيرًا من الناس لمتمردون على أحكام الشريعة.
٥٠ - أيريد أولئك الخارجون عن أمر الله ونهيه أن يحكموا بأحكام الجاهلية التى لا عدل فيها، بل الهوى هو الذى يحكم، بأن يجعلوا أساس الحكم الميل والمداهنة؟ وهذه هى طريقة أهل الجاهلية - وهل يوجد أحسن من الله حكمًا لقوم يوقنون بالشرع ويذعنون للحق؟ إنهم هم الذين يدركون حسن أحكام الله.

1 / 155