Al-Muntakhab Fi Tafsir Al-Quran Al-Kareem
المنتخب في تفسير القرآن الكريم
Daabacaha
المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - مصر
Lambarka Daabacaadda
الثامنة عشر
Sanadka Daabacaadda
١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م
Goobta Daabacaadda
طبع مؤسسة الأهرام
Noocyada
١١٧ - وإن من أظهر مظاهر الضلال الذى بَعُد به عن الحق الشرك بالله، إنه يعبد ما لا يسمع ولا يبصر، ولا يضر ولا ينفع، ويُسَمَّى آلهته الباطلة بأسماء الإناث، كاللات والعزى ومناة، وغيرها من الأسماء المؤنثة، وإنه يتبع بهذه العبادة الشيطان.
١١٨ - وإن هذا الشيطان طرده الله - تعالى - من ظل رحمته، وجعله فى طريق غوايته، وقد أقسم وأخذ على نفسه عهدًا أن يتخذ من عباد الله - تعالى - عددًا معلومًا مقدرًا يستهويهم بغوايته ويوسوس لهم بشرِّه.
١١٩ - وإن قَسَمَه أن يضل الذين استهواهم بإبعادهم عن الحق ويثير أهواءهم وشهواتهم، ويجعلهم يتيهون فى أوهام وأمانٍ كاذبة يتمنونها، وإذا صاروا بهذه الأهواء وتلك الأمانى تحت سلطانه، دفعهم إلى أمور غير معقولة، وحملهم على أن يظنوها عبادة وهى أوهام كاذبة، فوسوس لهم بأن يقطعوا آذان بعض الإبل ويُغَيِّروا خلق الله فيها، وإن ما قطع أذنه لا يذبح ولا يعمل ولا يمنع من مرعى، وكل ذلك بأوامره، ثم يوسوس لهم بأنه دين، وأنهم بهذا يتبعونه، ويتخذونه نصيرًا متبعًا من دون الله، ومن يتخذه نصيرًا متبعًا يخسر خسرانًا واضحًا، لأنه يضل عن الحقائق ويهمل عقله، ويناله الفساد فى الدنيا والعذاب فى الآخرة.
١٢٠ - يزين الشيطان لهم الشر، ويعدهم النفع إذا فعلوه، ويلقى فى نفوسهم بأمانٍ يتمنونها، وليس وعده وتزيينه إلا تغريرًا.
١٢١ - وإن أولئك الذين ألغوا عقولهم واتبعوا وساوس الشيطان فى نفوسهم، مصيرهم إلى جهنم ولا يجدون منها خلاصًا.
١٢٢ - هذا مصير أتباع الشيطان، أما مصير أتباع الله فالخير، وهم الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحة، ولم يسيروا وراء أوهام كاذبة، فإن الله - تعالى - سيدخلهم يوم القيامة جنات فيها أنهار تجرى تحت ظلالها، وهى أكبر من أعظم جنات الدنيا، وإن ذلك مؤكد، لأنه وعد الله، ووعد الله لا يكون إلا حقًا، لا غرور فيه، إذ هو مالك كل شئ، ولا يتصور أن يكون أحدٌ فى الوجود أصدق من الله وعدًا وقولا.
1 / 131