97

Al-Mukhtasar min Akhbar Fatimah Bint Sayyid al-Bashar

المختصر من أخبار فاطمة بنت سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم

Daabacaha

دار الآل والصحب الوقفية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٤٢ هـ

Noocyada

إنَّ محبةَ المرءِ لأولادِه أمرٌ فِطرِيٌّ لا يُمكن دفعُه، وقد اجتمعَ لبناتِ النبيِّ ﷺ أبوةٌ ونُبوَّةٌ، فلهُنَّ الرحمةُ الخاصةُ وهُو ﷺ الرؤوف الرحيم بالمؤمنين، قال تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (التوبة، ١٢٨)
فلبناتِه المحبةُ والاحتفاءُ الخاصَّين، وتزدادُ المحبة والرحمةُ بأسباب شرعية وقدرية، فبنات النبي ﷺ خاصةً أم كلثوم وفاطمة، نشأوا أيتامًا أو شبه أيتامٍ من قبل الأم، وأصغرهن: فاطمة، ولم يكن لهما من قبل عماتهما وخالاتهما مَن يعطف عليهما، وتنشآن في حنانها، فلم يكن لهما ــ بعدَ اللَّهِ ﷿ ــ إلا والدُهما ﷺ، ثم إنَّ المحبة تزداد لفاطمة بعد فقدها أخواتها كلها واحدة تلو الأخرى، فبقيت وحيدة مع والدِها ﷺ وزوجِها من شهر شعبان سنة (٩ هـ) إلى وفاته ﷺ في شهر ربيع الأول (١١ هـ).
قبل تلك الفترة، لم يكن النبي ﷺ يفرِّق بين بناته في المحبة والاحتفاء، فهو ﷺ أتقى الناس لربِّه، وأعدَلُهم، وقد أمرَ بالعدل بين الأولاد ــ وسبق بيان ذلك ــ.
فالأحاديثُ الدالَّةُ على اختصاصِ فاطمةَ بشَيءٍ مِن المحبَّةِ والاحتفاءِ والفضلِ إنما وردَتْ بعدَ وفاةِ أخواتِها، وتفرُّدِها عنهم، وذلك بعد (شعبان ٩ هـ).

1 / 105