58

Al-Mukhtasar min Akhbar Fatimah Bint Sayyid al-Bashar

المختصر من أخبار فاطمة بنت سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم

Daabacaha

دار الآل والصحب الوقفية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٤٢ هـ

Noocyada

ولما ذكرَ الأنبياءَ ــ ذكرهم في الأنعام ــ وهم ثمانية عشر قال: ﴿وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (سورة الأنعام، آية: ٨٧). فبهذا حصلت الفضيلة باجتبائه ﷾، وهدايته إياهم إلى صراط مستقيم، لا بنفس القرابة. وقد يُوجِبُ النسَبُ حقوقًا، ويُوجِب لأجلِه حُقوقًا، ويُعلِّق فيه أحكامًا من الإيجاب والتحريم والإباحة، لكنَّ الثوابَ والعقابَ والوعدَ والوعيد على الأعمالِ لا عَلى الأنسَابِ.). وقال السخاوي ﵀: (ويَنتَفِعُ المنتَسِبُ بِذلِكَ إنْ صَحِبَهُ القِيَامُ بِأمْرِ الدِّينِ، ولم يَكُنْ فيهِ مِن المتهَاوِنِينَ، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾) ا. هـ. هذا، وقد كَرِه بعضُ أهل العلم أن يُلقِّبَ الهاشميُّ نفسَه بِـ: الشريف، والسيِّد؛ لأن فيه تعظيمَ نفسِه وتزكيتَها. والصواب أنه لا يُكرَه ذلك، وليس مستحبًَّا أيضًا، بل هو مباح؛ لأنه مصطلح تعريفي لا تعظيم فيه ولا تزكية، بل إشارة إلى النسَب لا غير. ولقبُ الشَّرَفِ لا يلزم منه عدمُ الفِسْق. ويُحذَر من إطلاق لفظ «السيِّد» على مَن فيه ضلالة ظاهرة، وبدعة، لحديث النَّبيِّ ﷺ: «لا تقولوا للمنافق: سيِّد، فإنه إنْ يَكُ سيِّدًَا، فقَدْ أسخَطْتُمُ ربَّكُمْ ﷿».

1 / 65