248

ثم بالغربية، ثم التي فيها الركن اليماني، ثم التي فيها الحجر الأسود.

فاذا فرخ من ذلك دعا، فقال: «اللهم من تهيأ أو تعبأ أو أعد واستعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وجوائزه ونوافله وفواضله، فإليك يا سيدي تهيئتي وإعدادي واستعدادي، رجاء رفدك ونوافلك وفواضلك وجائزتك، فلا تخيب اليوم رجائي، يا من لا يخيب عليه سائل، ولا ينقصه نائل، فإني لم آتك اليوم بعمل صالح قدمته، ولا شفاعة مخلوق رجوته، ولكني أتيتك مقرا بالظلم والاسائة على نفسي، لا حجة لي ولا عذر، فأسألك يا من هو كذلك ان تعطيني مسئلتي وتقيلني عثرتي وتقبل رغبتي، ولا تردني ممنوعا ولا خائبا، يا عظم يا عظيم أرجوك للعظيم، أسألك يا عظيم ان تغفر لي الذنب العظيم، لا إله إلا أنت يا رب العالمين.

وينبغي ان يلتصق بالحائط بين الركن اليماني والغربي، ويرفع يديه عليه ويجتهد في الدعاء عنده، ويفعل عند كل ركن مثل ذلك، ثم يخرج من الكعبة ويمضى إلى بئر زمزم ويشرب من مائها، فإذا خرج منها قال عند خروجه ثلاث مرات: «اللهم لا تجهد [1] بلائي، ولا تشمت بي أعدائي، ولا تجعل النار مثواي [2].

ويصلى في موضع المقام الذي كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ركعتين وان يجعل مقام إبراهيم (عليه السلام) خلف ظهره، ويكون قريبا من حائط الكعبة، فاذا فرغ من الصلاة مضى إلى بئر زمزم، فاستقى بها بالدلو المقابل للحجر الأسود ان تمكن من ذلك، وشرب منه وصب على رأسه وبدنه ان قدر على ذلك، ودعا فقال «اللهم اجعله علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كل داء وسقم» ويقرء إنا أنزلناه وان كان نائبا عن غيره، ذكره بمثل ذلك.

فإن أراد المسير فليقصد البيت الحرام ليودعه، ووداعه له هو ان يطوف به بطواف الوداع سبعة أشواط، ويفعل فيها كما فعل في الطواف يوم قدم مكة، فإذا

Bogga 264