Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed
المفيد في مهمات التوحيد
Daabacaha
دار الاعلام
Lambarka Daabacaadda
الأولى ١٤٢٢هـ
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٣هـ
Noocyada
الفصل الخامس: حكم الولاء والبراء
قد أخبرنا مولانا سبحانه أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، فقال: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: ٧١]، وأخبرنا ﷻ أن الكافرين بعضهم أولياء بعض، فقال: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾ [الأنفال: ٧٣]، فقطع ﷾ بذلك الموالاة بين المؤمنين والكافرين، وبين أن الكفار بعضهم أولياء بعض، كما أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض.
وموالاة المؤمنين تستلزم معاداة الكافرين. ومعاداتهم واجبة، كما أن موالاة المؤمنين واجبة؛ فمن قال أحب المؤممنين، لكني لا أعادي الكافرين، أو أعاديهم ولا أكفرهم، فلم يوال المسلمين حقا؛ لأن من شرط موالاة الله ورسوله والمؤمنين بغض أعدائهم، ومحبة أوليائهم.
فمعاداة الكفار -إذا- واجبة على كل مسلم، وموالتهم محرمة على المسلمين:
يقول الشيخ حمد بن علي بن محمد بن عتيق ﵀: فأما معاداة الكفار والمشركين، فاعلم أن الله ﷾ أوجب ذلك، وأكد إيجابه، وحرم موالاتهم، وشدد فيها، حتى إنه ليس في كتاب الله حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم، بعد وجوب التوحيد، وتحريم ضده١. ويقول الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ ﵀: يجب أن تعلم: أن الله افترض على المؤمنين عداوة الكفار والمنافقين، وقطع الموالاة بين المؤمنين وبينهم، وأخبر أن من تولاهم فهو منهم٢. ويقول العلامة ابن القيم رحمه الله٣:
أتحب أعداء الحبيب وتدعي ... حبا له ما ذاك في الإمكان
وكذا تعادي جاهدا أحبابه ... أين المحبة يا أخا الشيطان
شرط المحبة أن توافق من تحـ ... ـب على محبته بلا نقصان
فإذا ادعيت له المحبة مع خلافـ ... ـك ما يحب فأنت ذو بهتان
لو كان حبهم لأجل الله ما ... عادوا أحبته على الإيمان
١ سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك للشيخ حمد بن عتيق ص٣١. ٢ أوثق عرى الإيمان للشيخ سليمان بن عبد الله ص٢٦-٢٧. ٣ انظر النونية لابن القيم /بشرح الهراس- ٢/ ١٢٥.
1 / 208