Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed

Abdul Qadir Atta Sufi d. Unknown
146

Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed

المفيد في مهمات التوحيد

Daabacaha

دار الاعلام

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٢٢هـ

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣هـ

Noocyada

ولقد تبرك صحابته ﵄ بذاته ﷺ، وبآثاره الحسية المنفصلة منه ﷺ في حياته، وأقرهم ﷺ على ذلك، ولم ينكر عليهم. ثم إنهم ﵃ تبركوا ومن أتى بعدهم من سلف هذه الأمة الصالح بآثاره ﷺ بعد وفاته، مما يدل على مشروعية هذا التبرك١. فقد تبركت أم المؤمنين عائشة ﵂ بيده الشريفة؛ فكانت تقرأ عليه بالمعوذات حين اشتد وجعه، وتمسح عليه بيده نفسه، رجاء بركتها، كما قالت٢. وكان الصحابة ﵃ يمسحون بيديه ﷺ، ويضعونها على وجوههم رجاء بركتها٣. وكانوا يتبركون بشعره ﷺ، وقد أقرهم على ذلك، بل إنه وزعه عليهم٤. وكانوا يتبركون بعرقه٥ وبريقه٦ ﷺ، وبنخامته فيدلكون بها وجوههم وجلودهم٧. وكتب السنة مليئة بتبرك أولئك الأخيار بسيد المصطفين الأطهار ﷺ في حياته، وبعد وفاته٨. ولقد كانت أعظم بركة نالوها: اتباعه ﷺ، والاقتداء به، والسير على منهاجه. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: كما كان أهل المدينة لما قدم عليهم النبي ﷺ في بركته لما آمنوا به وأطاعوه. فببركة ذلك حصل لهم سعادة الدنيا والآخرة. بل كل مؤمن آمن بالرسول ﷺ وأطاعه حصل له من بركة الرسول ﷺ بسبب إيمانه وطاعته من خير الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله٩.

١ انظر المرجع نفسه ص٢٤٤. ٢ تقدم تخريج حديثها في ص١٣٨، ح"٤" من هذا الكتاب. ٣ انظر صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب صفة النبي ﷺ، وصحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب قرب النبي ﵇ من الناس وتبركهم به. ٤ انظر صحيح مسلم، كتاب الحج، باب بيان أن السنة يوم النحر: أن يرمي ثم ينحر ثم يحلق. ٥ انظر صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب طيب عرق النبي ﷺ والتبرك به. ٦ انظر صحيح البخاري، كتاب العقيقة، باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق عنه وتحنيكه، وصحيح مسلم، كتاب الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته. ٧ انظر صحيح البخاري، كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحروب. ٨ انظر تفصيل ذلك في كتاب: التبرك: أحكامه وأنواعه للدكتور ناصر الجديع ص٢٤٣-٢٦. ٩ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١١/ ١١٣.

1 / 167