Al-Mubashirun wal-Mustashriqun fi Mawqifihim min al-Islam
المبشرون والمستشرقون في موقفهم من الإسلام
Daabacaha
مطبعة الأزهر
Noocyada
ـ[المبشرون والمستشرقون في موقفهم من الإسلام]ـ
المؤلف: محمد البهي (المتوفى: ١٤٠٢هـ)
الناشر: مطبعة الأزهر
عدد الأجزاء: ١
أعده للشاملة/ توفيق بن محمد القريشي - غفر الله له ولوالديه
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي]
Bog aan la aqoon
بسم الله الرحمن الرحيم
المُبَشِّرُونَ وَالمُسْتَشْرِقُونَ فِي مَوْقِفِهِمْ مِنَ الإِسْلاَمِ
للأستاذ الدكتور محمد البهي
مُقَدِّمَةٌ:
إذا كان من دواعي استقرار الحكم الوطني في مصر الحديثة الثائرة عزل عملاء السياسة وإبعادهم عن مجال الحياة السياسية، فإنَّ من صالح قيادة الأمَّة، كشعب موحَّد الاتجاه، قوي في أحاسيسه المشتركة، أنْ ينحى عملاء التبشير والاسْتِشْرَاقَ من جوانب التوجيه العام، سواء التثقيف، أو النشر، أو الصحافة، أو الإذاعة.
إنَّ عملاء التبشير والاسْتِشْرَاقَ - وهم عملاء الاستعمار في مصر والشرق الإسلامي - هم الذين درَّبتهم دعوة التبشير على إنكار المقوِّمات التاريخية والثقافية والروحية في ماضي هذه الأمَّة، وعلى التنديد والاستخفاف بها، وهم الذين وجَّهَهُم كُتَّابُ الاسْتِشْرَاقِ إلى أنْ يصُوغُوا هذا الإنكار والتنديد والاستخفاف في صورة البحث، وعلى أساس من أسلوب الجدل والنقاش في الكتابة أو الإلقاء عن طريق المحاضرة أو الإذاعة.
إنَّ التبشير والاسْتِشْرَاقَ كلاهما دعامة الاستعمار في مصر والشرق الإسلامي، فكلاهما دعوة إلى توهين القيم الإسلامية، والغض من اللغة العربية الفصحى، وتقطيع أواصر القُربى بين الشعوب العربية، وكذا بين الشعوب الإسلامية الحاضرة، والازدراء بها في المجالات الدولية العالمية.
١ - فهناك الدعوة إلى أنَّ القرآن
[أ] كتاب مسيحي يهودي نسخه محمد.
[ب] وأنَّ الإسلام دين مادي لا روحية فيه، يدعو إلى الدنيا وليس إلى صفاء النفوس والمحبَّة.
[ج] وأنه أي الإسلام يميل إلى الاعتداء والاغتيال ويُحرِّضُ أتباعَهُ على القسوة على غير المسلمين عامة.
[د] كما أنه يدعو إلى الحيوانية والاستغراق في الملذَّات الدنيا.
٢ - وهناك الدعوة إلى:
[أ] أنَّ الفلسفة العربية فكر يوناني، كتب بأحرف عربية.
1 / 1
وأنَّ اللغة العربية الفصحى لم تعد صالحة اليوم، وبدلًا منها يجب أنْ نستخدم العامية واللهجات الدارجة، كما يجب أنْ تستخدم الحروف اللاتينية عوضًا عن الأحرف العربية.
٣ - وهناك دعوة إلى:
[أ] إحياء الفرعونية في مصر.
[ب] والآشورية في العراق.
[ج] والبربرية في شمال إفريقية.
[د] والفينيقية على ساحل فلسطين ولبنان.
[هـ] وإلى تفضيل الفارسية - كلغة آرية - على العربية كلغة سامية.
[و] وإلى أنَّ الذي حمل أمارات الحياة الأدبية الجديدة في الشرق العربي في نهاية القرن التاسع عشر، وكذا في الشرق الإسلامي، وحمل مظاهر الحضارة عامة - هم نصارى لبنان الذين تعلَّمُوا واستوحوا من جهود المُبشِّرين الأمريكيِّين في سوريا.
[ز] وإلى أنَّ البربر وحدهم هم أصحاب المدنية في شمال إفريقية والأندلس.
٤ - وهناك الدعوة إلى:
[أ] التنفير من حياة المسلمين الحاضرة؛ لأنها حياة بدائية ذليلة.
[ب] وإلى أنَّ السبب في ذلك هو تعاليم الإسلام والتمسك بها.
والتبشير والاسْتِشْرَاقَ في ذلك سواء والفرق بينهما هو أنَّ الاسْتِشْرَاقَ أخذ صورة «البحث» وادَّعى لبحثه «الطابع العلمي الأكاديمي» بينما بقيت دعوة التبشير في حدود مظاهر «العقلية العامة» وهي العقلية الشعبية.
استخدم الاسْتِشْرَاقُ: الكتاب والمقال في المجلات العلمية، وكرسي التدريس في الجامعة، والمناقشة في المؤتمرات «العلمية» العامة.
أما التبشير فقد سلك طريق التعليم المدرسي في دور الحضانة ورياض الأطفال والمراحل الابتدائية والثانوية للذكور والإناث على السواء. كما سلك سبيل العمل «الخيري» الظاهري في المستشفيات، ودور الضيافة، والملاجئ للكبار، ودور اليتامى واللقطاء، ولم يقتصر التبشير في استخدام «النشر والطباعة» وعمل «الصحافة» في الوصول إلى غايته.
إنَّ البلاد العربية والإسلامية في يقظتها الحالية تتعثَّرُ في خطاها نحو التماسك الداخلي، ونحو تقوية العلاقات بينها، بسبب الرواسب التي تخلَّفت عن التبشير والاسْتِشْرَاقَ، وبسبب آخر له وزنه وأثره في هذا التعثُّر وهو «ضعف المواجهة» التي يلقاها في البلاد الإسلامية هذان العاملان القويان في تركيز الاستعمار، وبعثرة القوى الوطنية في كل بلد عربي وإسلامي.
والمؤسسات الإسلامية - على تعدُّدها
1 / 2
وتنوعها - لم تعرف تمامًا حتى الآن «وضعية» التبشير والاسْتِشْرَاقَ في توجيه الشعوب العربية والإسلامية، حتى حاول أنْ تلقاها، فضلًا عن أن يكون لقاؤها إياها قويًا أو ضعيفًا.
١ - فالأزهر - وهو أكبر المؤسسات الإسلامية في الشرق العربي والإسلامي - لم يخرج برسالته كثيرًا حتى الآن عن أنْ يكون ترديدًا لتفكير القرون الوسطى في مواجهة بعضهم بعضًا كأحزاب وأصحاب مذاهب فقهية وكلامية وشعوبية (سُنَّةٌ وشيعة) أو ترديدًا لتفكير المتأخرين الذين سلبوا الإنسان أخص مقوماته في الدنيا وهي ميزة الحياة. ولكن الأمل كبير الآن في إصلاح الأزهر.
٢ - و" جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة "، هي تقليد لـ " جميعة الشبان المسيحيين " في جانب، وابتعاد عنها في أهم جانب من جوانب رسالتها، تقلدها في ممارسة الرياضة ولكنها لا تقلدها في جعل الرياضة وسلية من وسائل التربية والإيمان، كما تفعل " جمعية الشبان المسيحيين ".
أما ما يلقى فيها من محاضرات، أو يعقد فيها من ندوات، فينقص هذه وتلك عنصر الجدية وحرارة الإيمان ...
٣ - و" جمعية التعريف الدولي بالإسلام " (التي تعقد اجتماعاتها بدار جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة) هي جمعية طابعها شخصي، أكثر من أنْ يكون حملًا لرسالة وبعثًا لها، أو نشرًا لمبادئها في بلاد العالم، كما هو المفهوم من اسمها وصفاتها.
٤ - ومعهد الدراسات الإسلامية (بالروضة بالقاهرة) معهد حديث النشأة لم يتميز اتجاهه بعد، هل هو علمانء علىنحو أسلوب الدراسة العلمانية في التراث الإسلامي التي أدخلها علماء التبشير والاسْتِشْرَاقَ في الجامعات المصرية، أم هو تقليدي على نحو ما يفعل الأزهر في طريقته.
...
إنَّ رواسب التبشير والاسْتِشْرَاقَ التي أشرنا إليها فيما مضى لا تتمثل فقط في المؤسسات التبشيرية المختلفة الظاهرة في مصر والبلاد العربية والإسلامية. بل هناك أيضًا مؤسسات أخرى في مصر لا يرى منه التبشير وإنْ كانت لا تخفي هدف الاسْتِشْرَاقِ. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر - المؤسسات الآتية:
[١] المعهد الشرقي بدير الدومنيكان، بشارع مصنع الطرابيش.
[٢] ندوة الكتاب، بشارع سليمان باشا.
[٣] دار السلام، بكنيسة دار السلام بمصر القديمة.
[٤] المعهد الفرنسي بالمنيرة.
فكل هذه المؤسسات تخضع للاتجاه الكاثوليكي في بحث الإسلام وتراثه وتخضع كذلك للنفوذ الفرنسي. والذين يعاونونها من المصريين هو أصحاب الثقافة الفرنسية
1 / 3
ممن درسوا في فرنسا الآداب الشرقية والثقافة الإسلامية، ويرعاها، كأب روحي، المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون، عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومستشار وزارة المستعمرات الفرنسية في شؤون شمال إفريقية.
والذين يعاونون هذه المؤسسات من المصريين المثقفين في فرنسا والدارسين للآداب الشرقية العربية أو للتراث الإسلامي الثقافي - يزداد أثرهم كلما اتصل شأنهم واتصلت مشورتهم بتوجيه الأدب، أو الثقافة في مصر. ولذا كان من السهل أنْ نفهم الغاية من عملهم إذا قرأنا هذا الخبر التالي في جريدة يومية، صادرًا عن مصلحة حكومية، يشرف عليها بعض هؤلاء ممن وصفنا. وعنوان الخبر: «إصدار سلسلة كتب عن تاريخ الدين الإسلامي» وتحت هذا العنوان كتبت جريدة " الأخبار " بتاريخ ١٥ أكتوبر من عام ١٩٥٧ ما يلي: «وضع المجلس سلسلة من الكتب: بعضها مترجم عن كتب المُسْتَشْرِقِينَ والبعض الآخر يؤلفه كُتًّابٌ مصريون عن تاريخ الدين الإسلامي والأطوار التي مر بها في عهود الاستعمار. وسيبحث المجلس الأعلى للفنون والآداب في جلسته يوم السبت القادم هذا المشروع للبدء في تنفيذه».
إنه من غير شك أنَّ هناك من له نفوذ في هذا الجلس الأعلى للفنون والآداب، وهو من أنصار اتجاه التبشير والاسْتِشْرَاقَ، وَيُرَوِّجُ لرسالة التبشير والاسْتِشْرَاقَ وهي رسالة الاستعمار دون أن يكون في نفسه أي أثر للشعور بخطورة هذا الاتجاه. فنحن سنرى في الكلام عن الاسْتِشْرَاقِ في هذا البحث، ما يؤكد أنَّ هدف المُسْتَشْرِقِينَ في كتبهم عامة وقاطبة هو التوهين للقيم الإسلامية، وتفتيت الشعوب العربية والإسلامية في علاقاتها وصلات بعضها ببعض.
إنَّ المؤتمر الإسلامي - كمؤسسة إسلامية ناشئة ذات إمكانية خاصة - عليه إزاء التبشير والاسْتِشْرَاقَ:
أولًا: أنْ يساهم في تنقية الحياة المصرية والعربية والإسلامية من رواسب هذين العاملين فيعهد عملاءهما من حياة التوجيه في مصر في جوانبها المتعددة، ويكون ذا صلة وثيقة بوزارة التربية والتعليم في الإشراف على حياة مصرية إسلامية أفضل في مدارس المبشرين - وهي المدارس الدينية التابعة للفاتيكان في طوابعها المختلفة، من فرنسية وإيطالية وإسبانية وألمانية وهلم جرًا ... وعلى صلة وثيقة بالصحافة ووزارة الثقافة والإرشاد القومي في توجيه القلم والكتاب.
1 / 4
ثم عليه ثانيًا: أنْ يكون مع المؤسسات التعليمية الإسلامية - كالأزهر - جهازًا قويًا يلقى به كتب المُسْتَشْرِقِينَ، وبحوثهم في مجلاتهم ومؤتمراتهم، في الرد عليهم وشرح القيم الإسلامية، وتقوية أواصر القربى بين الشعوب العربية والإسلامية.
ثم عليه ثالثًا: أن يخرج للمسلمين عاجلًا في مشارق الأرض ومغاربها:
[١] " دائرة معارف إسلامية " يكتبها علماء مسلمون مُتَمَكِّنُونَ في فهم التراث الإسلامي من جميع بلاد العالم الإسلامي، وتكون مرجعًا للجوانب الثقافية العديدة.
[٢] وأن يُقِرَّ «ترجمة» في كل لغة من اللغات التي ترجم إليها القرآن فعلًا، بعد مراجعتها مراجعة دقيقة، من علماء لهم سعة اطلاع في التفسير والعلوم الإسلامية.
[٣] وأن يُخْرِجَ «قاموسًا» للفقه الإسلامي، على نمط القواميس العلمية الحديثة في الاجتماع والفلسفة وعلم النفس والاقتصاد ... يكون مرجعًا سريعًا لمعرفة المصطلحات الفقهية ومدلولاتها في المذاهب الفقهية المختلفة.
والفرق بينه وبين «دائرة المعارف الإسلامية» أَنَّ هذه لا تقصر موضوعاتها على الفقه، بل تعالج جوانب التراث الإسلامي كلها كموسوعة عملية عصرية.
أما القاموس فَمُهِمَّتُهُ التعريف في صورة مجملة سريعة، علمية منظمة بالفقه الإسلامي، والمسلم المعاصر، وبالأخص في البلاد التي تعرف اللغة العربية، في حاجة ماسة إلى مثل هذا القاموس.
[٤] وأن يصدر «مجلة» تتبع بحوث الاسْتِشْرَاقِ التي يوردها الغرب الصليبي للشرق الإسلامي في الوقت الحاضر، سواء في كتبه عن التراث الإسلامي أو في بحوث مجلاته العديدة التي تعنى بهذا التراث، وبوضعية المسلمين وتوجيههم. وحركة الغرب في توريده لهذه البحوث حركة ضخمة وسريعة، كما يُرَى من الدوريات التي تنشرها الجمعيات الاسْتِشْرَاقَية في مختلف بقاع العالم بلغات مختلفة، ومن الكتب التي تصدرها دور الطباعة الكبيرة في عواصم أمريكا الشمالية وإنجلترا وفرنسا، والبيان المرافق في هذا البحث يعطي صورة تقريبية ولكنها صورة مزعجة للموجهين في العالم الإسلامي.
وإذا ابتدأ المؤتمر الإسلامي بالقاهرة في مواجهة «الاسْتِشْرَاقِ» مواجهة سافرة - وليس هناك حتى اليوم أية مؤسسة إسلامية في العالم الإسلامي تقوم بهذا الدور - لأكثر من سبب فستظهر له سبل أخرى يرى لزامًا عليه أن يسلكها كي يصل إلى هدفه وهو:
إعادة تقييم القيم الإسلامية في نفوس المسلمين، وفي نفوس الرأي العام العربي.
1 / 5
الفَصْلُ الأَوَّلُ:
(أ) هَدَفُ التَّبْشِيرِ:
سنرى فيما بعد أَنَّ الاسْتِشْرَاقَ لون من ألوان التبشير لاءم نفسه مع ظروف الحياة. وإذا كان الاسْتِشْرَاقُ نوعًا من أنواع التبشير فتعرف هدف التبشير نفسه يعطينا بالتالي صورة عن هدف الاسْتِشْرَاقِ، ولن نحاول هنا أن نذكر شيئًا مستنتجًا من قراءة أو دراسة لهذا الموضوع، وإنما سندع النصوص الثابتة لزعماء المبشرين تُعَبِّرُ عن هذا الهدف:
١ - يقول لورانس براون Lawrance Brown: «إِذَا اتَّحَدَ المُسْلِمُونَ فِي إِمْبرَاطُورِيَّةٍ عَرَبِيَّةٍ، وَأَمْكَنَ أَنْ يُصْبِحُوا لَعْنَةً عَلَى العَالَمِ وَخَطَرًا، وَأَمْكَنَ أَنْ يُصْبِحُوا نِعْمَةً لَهُ أَيْضًا، أَمَّا إِذَا بَقُوا مُتَفَرِّقِينَ فَإِنَّهُمْ يَظَلُّونَ حِينَئِذٍ بِلاَ قُوَّةٍ وَلاَ تَأْثِيرٍ» (١).
ويفضح القس «كالهون سيمون» عن رغبة التبشير القوية في تفريق المسلمين التي عَبَّرَ عنها «براون» فيما قبل، بقوله: «إِنَّ الوَحْدَةَ الإِسْلاَمِيَّةَ تَجْمَعُ آمَالَ الشُّعُوبِ السُّودِ، وَتُسَاعِدُهُمْ عَلَى التَمَلُّصِ مِنَ السَّيْطَرَةِ الأُورُوبٍيَّةِ، وَلِذَلِكَ كَانَ التَبْشِيرُ عَامِلًا مُهِمًّا فِي كَسْرِ شَوْكَةِ هَذِهِ الحَرَكَاتِ، ذَلِكَ لأَنَّ التَبْشِيرَ يَعْمَلُ عَلَى إِظْهَارِ الأُورُوبٍيِّينَ فِي نُورٍ جَدِيدٍ جَذَّابٍ، وَعَلَى سَلْبِ الحَرَكَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ مِنْ عُنْصُرِ القُوَّةِ وَالتَمَرْكُزِ فِيهَا» (٢).
فوحدة المسلمين إذن في نظر التبشير يجب أن تفتت وأن توهن، ويجب أن يكون هدف التبشير هو التفرقة في توجيه المسلمين واتجاهاتهم. والتبشير، إذ يرى هدفه المباشر تفكيك المسلمين، يرى بالتالي درء خطر وحدتهم على استعمار الشعوب الأوروبية وعلى استغلالها واستنزافها لثروات المسلمين. وفي هذا المعنى يقول لورانس براون Lawrance Brown: «الخَطَرُ الحَقِيقِيُّ كَامِنٌ فِي نِظَامِ الإِسْلاَمِ، وَفِي قُوَّتِهِ عَلَى التَّوَسُّعِ وَالإِخْضَاعِ وَفِي حَيَوِيَّتِهِ. إِنَّهُ الجِدَارُ الوَحِيدُ فِي وَجْهِ الاسْتِعْمَارِ الأُورُوبِيِّ» (٣).
وتقول مجلة " العالم الإسلامي " الإنجليزية The Muslim World: «إِنَّ شَيْئًا مِنَ الخَوْفِ يَجِبُ أَنْ يُسَيْطِرَ عَلَى العَالَمِ الغَرْبِيِّ، وَلِهَذَا الخَوْفِ أَسْبَابٌ مِنْهَا: أَنَّ الإِسْلاَمَ مُنْذُ أَنْ ظَهَرَ فِي مَكَّةَ لَمْ يَضْعَفْ عَدَدِيًّا، بَلْ دَائِما فِي ازْدِيَادٍ وَاتِّسَاعِ. ثُمَّ إِنَّ الإِسْلاَمَ
_________
(١) في كتابه " الإسلام والإرساليات " Islam and Missions: ص ٤٤ - ٤٨.
(٢) كتاب " التبشير والاستعمار ": ص ٣٢.
(٣) في كتاب أصدره في عام ١٩٤٤.
1 / 6
لَيْسَ دِينًا فَحَسْبُ، بَلْ إِنَّ مِنْ أَرْكَانِهِ الجِهَادُ. وَلَمْ يَتَّفِقْ قَطُّ أَنَّ شَعْبًا دَخَلَ الإِسْلاَمَ ثُمَّ عَادَ نَصْرَانِيًّا» (١).
٢ - وهناك بجانب تفتيت وحدة المسلمين - كَهَدَفِ المُبَشِّرِينَ - هدف آخر هو التنفيس عن الصليبية وعن الانهزامات التي مُنِيَ بها الصَّلِيبِيُّونَ طوال قرنين من الزمان أنفقوهما في محاولة الاستيلاء على بيت المقدس وانتزاعه من أيدي المسلمين الهَمَجِيِّينَ!!.
يقول اليَسُوعِيُّونَ: «أَلَمْ نَكُنْ نَحْنُ وَرَثَةَ الصَّلِيبِيِّينَ؟ أَوَلَمْ نَرْجِعْ تَحْتَ رَايَةِ الصَّلِيبِ لِنَسْتَأَنِفَ التَّسَرُّبَ التَّبْشِيرِيَّ وَالتَمْدِينَ المَسِيحِيَّ وَلِنُعِيدَ فِي ظِلِّ العِلْمِ الفِرَنْسِيِّ وَبِاسْمِ الكَنِيسَةِ مَمْلَكَةَ المَسِيحِ؟» (٢).
٣ - وبجانب هذا وذاك يرى المستشرق الألماني بيكر Becker: «أَنَّ هُنَاكَ عِدَاءً مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ لِلإِسْلاَمِ بِسَبَبِ أَنَّ الإِسْلاَمَ عِنَدَمَا انْتَشَرَ فِي العُصُورِ الوُسْطَى أَقَامَ سَدًّا مَنِيعًا فِي وَجْهِ انْتِشَارِ النَّصْرَانِيَّةِ ثُمَّ امْتَدَّ إِلَى البِلادِ التِي كَانَتْ خَاضِعَةً لِصَوْلَجَانِهَا» (٣).
وإذن هدف التبشير هو تمكين الأوروبي المسيحي من البلاد الإسلامية، والأسباب التي ذكرها هؤلاء المُبَشِّرُونَ هنا تُوصِلُ جميعها إلى هذا الهدف، سواء أكان التنفيس عن هزيمة الصليبية، أم الرغبة في الانتقام من الإسلام لأنه قام في القرون الوسطى في وجه المسيحية، أم توهين المسلمين وتمزيقهم في التوجيه والاتجاه - هو السبب المباشر في التبشير فإن نتيجته حَتْمًا وعلى أي وضع هي ما ذكرنا من تمكين الأوروبي المسيحي من المسلم الشرقي ومن وطنه.
وهنا يبدو وَاضِحًا أن التبشير مقدمة أساسية للاستعمار الأوروبي، كما أنه سبب مباشر لتوهين قوة المسلمين، «ولقد كانت الدول الأجنبية تبسط الحماية على مُبَشِّرِيهَا في بلاد الشرق لأنها تعدهم حملة لتجارتها وآرائها ولثقافتا إلى تلك البلاد، بل لقد كان ثمت ما هو أعظم من هذا عندها: لقد كان المُبَشِّرُونَ يعملون بطرق مختلفة كالتعليم مثلًا على تهيئة شخصيات شرقية لا تقاوم التبسط الأجنبي» (٤).
«وَلَقَدْ كَانَتْ الدُوَلُِ الأَجْنَبِيَّةُ تَبْسُطُ الحِمَايَةَ عَلَى مُبَشِّرِيهَا فِي بِلاَدِ الشَّرْقِ لأَنَّهَا تَعُدُّهُمْ حَمَلَةً لتِجَارَتِهَا وآرَائِهَا وَلِثَقَافَتِهَا إِلَى تِلْكَ البِلادِ، بَلْ لَقَدْ كَانَ ثَمَّتَ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ هَذَا عِنْدَهَا: لَقَدْ كَانَ المُبَشِّرُونَ يَعْمَلُونَ بِطُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ كَالتَّعْلِيمِ مَثَلًا عَلَىَ تَهْيِئَةِ شَخْصِيَّاتٍ شَرْقِيَّةٍ لاَ تُقَاوِمُ التَّبَسُّطَ الأَجْنَبِيَّ»
(ب) تَصْوِيرُ المُبَشِّرِينَ لِلإِسْلاَمِ وَالمُسْلِمِينَ:
وطريق التبشير لتوهين المسلمين لم يكن الدعوة إلى المسيحية والعمل على ارتداد المسلمين إلى النصرانية مباشرة، وإنما كان طريقه لتشويه الإسلام، ومحاولة إضعاف
_________
(١) عدد يونية سَنَةَ ١٩٣٠ م تحت عنوان «الجغرافيا السياسية للعالم الإسلامي». The political geography of the Mohammadan World
(٢) " التبشير والاستعمار ": ص ١١٧.
(٣) المصدر السابق: ص ٥٠.
(٤) المصدر السابق: ص ٥٠.
1 / 7
قيمه، ثم تصوير المسلمين في وضعهم الحالي بصورة مُزْرِيَةٍ بعيدة عن المستوى الحضاري في عصرنا الحاضر.
فالمنسينيور كولي في كتابه " البحث عن الدين الحق " يُصَوِّرُ الإسلام على هذا النحو: «الإِسْلاَمُ: فِي القَرْنِ السَّابِعِ لِلْمِيْلاَدِ، بَرَزَ فِي الشَّرْقِ عَدُوٌّ جَدِيدٌ ذَلِكَ هُوَ الإِسْلاَمُ الذِي أُسِّسَ عَلَى القُوَّةِ، وَقَامَ عَلَى أَشَدِّ أَنْوَاعِ التَّعَصُّبِ، لَقَدْ وَضَعَ مُحَمَّدٌ السَّيْفَ فِي أَيْدِي الذِينَ اتَّبَعُوهُ، وَتَسَاهَلَ فِي أَقْدَسِ قَوَانِينِ الأَخْلاَقِ، ثُمَّ سَمَحَ لأَتْبَاعِهِ بِالفُجُورِ وَالسَّلْبِ.
وَوَعَدَ الذِينَ يَهْلَكُونَ (يَسْتَشْهِدُونَ فِي سَبِيِلِ اللهِ) فِي القِتَالِ بِالاسْتِمْتَاعِ الدَّائِمِ بِالمَلَذَّاتِ (الجَنَّةِ).
وَبَعْدَ قَلِيلٍ أَصْبَحَتْ آسِيَا الصُّغْرَى وَإِفْرِيقْيَا وَإِسْبَانْيَا فَرِيسَةً لَهُ، حَتَّىَ إِيطَالِيَا هَدَّدَهَا الخَطَرُ، وَتَنَاوَلَ الاجْتِيَاحُ نِصْفَ فِرَنْسَا.
لَقَدْ أُصِيبَتْ الْمَدِنِيَّةُ.
وَلَكِنَّ هَيَاجَ هَؤُلاَءِ الأَشْيَاعِ (المُسْلِمِينَ) تَنَاوَلَ فِي الأَكْثَرِ كِلاَبِ النَّصَارَى ...
وَلَكِنْ انْظُرْ! هَا هِيَ النَّصْرَانِيَّةُ تَضَعُ بِسَيْفِ شَارْلْ مَارْتَلْ سَدًّا فِي وَجْهِ سِيْرِ الإِسْلاَمِ المُنْتَصِرِ عِنْدَ بْوَاتْيِهْ (*) (٧٥٢ م). ثُمَّ تَعْمَلُ الحُرُوبُ الصَّلِيبِيَّةُ فِي مَدَىْ قَرْنَيْنِ تَقْرِيبًا (١٠٩٩ - ١٢٥٤ م) فِي سَبِيِلِ الدِّينِ، فَتُدَجِّجَ أُورُوبَا بِالسِّلاَحِ، وَتُنْجِي النَّصْرَانِيَّةَ، وَهَكَذَا تَقَهْقَرَتْ قُوَّةُ الهِلاَلَ أَمَامَ رَايَةِ الصَّلِيبِ، وَانْتَصَرَ الإِنْجِيلُ عَلَى القُرْآنِ، وَعَلَى مَا فِيهِ مِنْ قَوَانِيِنِ الأَخْلاَقِ السَّاذِجَةِ» (١).
ويقول و. س. نلسون W.S.Nelson: «وَأَخْضَعَ سَيْفُ الإِسْلاَمِ شُعُوبَ إِفْرِيقْيَا وَآسْيَا شَعْبًا بَعْدَ شَعْبٍ» (٢).
هذا في وصف الإسلام ووصف مبادئه، أما محمد رسوله فيقول عنه أديسون Addison: «مُحَمَّدٌ لَمْ يَسْتَطِعْ فَهْمَ النَّصْرَانِيَّةِ، وَلِذَلِكَ لَمْ يَكُنْ فِي خَيَالِهِ مِنْهَا إِلاَّ صُورَةً مُشَوَّهَةً بَنَى عَلَيْهَا دِينَهُ الَذِي جَاءَ بِهِ العَرَبُ» (٣).
وفي وصف المسلمين يقول هنري جيسب Henry Jessup المُبَشِّرُ الأَمِرِيكِيُّ: «المُسْلِمُونَ لاَ يَفْهَمُونَ الأَدْيَانَ وَلاَ يُقَدِّرُونَهَا قَدْرَهَا ... إِنَّهُمْ لُصُوصٌ، وَقَتَلَةَ، وَمُتَأَخِّرُونَ، وَإِنَّ التَّبْشِيرَ سَيَعْمَلُ عَلَىَ تَمْدِينِهِمْ» (٤)، كما يقول في وصفهم جوليمين H. Guillimain في كتابه " تاريخ فرنسا ": «إِنَّ مُحَمَّدًا، مُؤَسِّسُ دِينَ المُسْلِمِينَ، قَدْ أَمَرَ أَتْبَاعَهُ أَنْ يُخْضِعُوا العَالَمَ وَأَنْ يُبَدِّلُوا جَمِيعَ الأَدْيَانِ بِدِينِهِ هُوَ
_________
(١) ص ٢٢٠، طبع ١٩٢٨ م، وقد نال هذا الكتاب رضا البابا ليون الثالث عشر في سَنَةِ ١٨٨٧، وعاش في المدارس المسيحية في الشرق والغرب إلى اليوم.
(٢) " التبشير والاستعمار ": ص ٣٦.
(٣) المصدر السابق: ص ٣٧.
(٤) المصدر السابق في نفس الصفحة.
-------------------------------------------
(*) [معركة بلاط الشهداء أو معركة بواتييه (غرب فرنسا) وقعت في ١٠ أكتوبر عام ٧٣٢ م بين الفاتحين المسلمين بقيادة عبد الرحمن الغافقي وقوات الإفرنج (الفرنسيين) بقيادة شارل مارتل. هُزم المسلمون في هذه المعركة وقُتل قائدهم، وأَوقفت هذه الهزيمة تقدم المسلمين نحو أوروبا].
1 / 8
، مَا أَعْظَمَ الفَرْقَ بَيْنَ هَؤُلاَءِ الوَثَنِيِّينَ (المُسْلِمِينَ) وَبَيْنَ النَّصَارَى! إِنَّ هَؤُلاَءِ العَرَبِ قَدْ فَرَضُوا دِينَهُمْ بِالقُوَّةِ وَقَالُوا لِلْنَّاسِ: أَسْلِمُوا أَوْ مُوتُوا بَيْنَمَا أَتْبَاعُ المَسِيحِ رَبِحُوا النُّفُوسَ بِبِرِّهِمْ وَإِحْسَانِهِمْ.
مَاذَا كَانَتْ حَالُ العَالَمِ لَوْ أَنَّ العَرَبَ انْتَصَرُوا عَلَيْنَا؟ إِذَنْ لَكُنَّا مُسْلِمِينَ كَالجَزَائِرِيِّينَ وَالمَرَّاكِشِيِّينَ» (١).
وهكذا المسلمون متأخرون، ولصوص وقتلة.
وهكذا رسولهم سَارِقٌ وَمُحَرِّفٌ فيما سرق.
وهكذا: الإسلام دين السيف وليس دين الإيمان. هو دين مادي وليس دينًا رُوحِيًّا لأنه يسمح لأتباعه بالفجور والسلب والقتل. هَذَا مَا يُصَوِّرُ بِهِ التبشير الإسلام والمؤمنين به والتابعين لرسوله. على أنه لم يفت المُبَشِّرِينَ كذلك - بجانب تشويه الإسلام والمسلمين بغية توهينهم وإضعاف وحدتهم - أن يثيروا للغاية نفسها النزعات الشعوبية، مثل الفرعونية في مصر، والفينيقية على ساحل فلسطين ولبنان، والآشورية في العراق، والبربرية في شمال إفريقيا وهكذا ...
(جـ) سُبُلُ المُبَشِّرِينَ إِلَى بُلُوغِ غَايَاتِهِمْ:
وتنوعت أساليب التبشير في توصيل هذا التصوير والمنشوء للإسلام ورسوله والمسلمين إلى أجيال المسلمين جِيلًا بَعْدَ جِيلٍ منذ أن استقر في الشرق العربي والإسلامي. فكانت:
١ - المدرسة - الكلية - الجامعة.
٢ - الندوات - الرياضة.
٣ - النُّزُلُ.
٤ - الكتاب.
٥ - الصحافة.
٦ - المخيم.
٧ - المستشفى.
٨ - دار النشر والطباعة.
وإن من أشهر المؤسسات التعليمية في الشرق العربي جامعة القديس يوسف في لبنان، وهي جامعة بابوية كاثوليكية «وتعرف الآن بالجامعة اليسوعية».
والجامعة الأمريكية ببيروت التي كانت من قبل تُسَمَّى «الكلية السورية الإنجيلية»، ثم كلية بيروت. وقد أنشئت في عام ١٨٦٥، وهي جامعة بروتستانتية.
والكلية الأمريكية بالقاهرة التي أصبحت فيما بعد «الجامعة الأمريكية» وقد كان القصد من إنشائها، أن تكون قريبة من المركز الإسلامي الكبير وهو الجامع الأزهر.
وكلية روبرت في إستنبول التي أصبحت تسمى «الجامعة الأمريكية» هناك.
والكلية الفرنسية في لاهور، وأسست
_________
(١) ص ٨ - ٨١ من كتابه.
1 / 9
في لاهور باعتبار أن هذا البلد يكاد يكون البلد الإسلامي في تكوينه في شبه القارة الهندية. ومن المنشور الذي أصدرته الجامعة الأمريكية في بيروت في عام ١٩٠٩، رَدًّا على الدخول يَوْمِيًّا إلى الكنيسة - يتضح من المادة الرابعة منه طابع هذه المؤسسة وأمثالها.
ونص هذه المادة ما يلي:
«إِنَّ هَذِهِ كُلِيَّةٌ مَسِيحِيَّةُ أُسِّسَتْ بِأَمْوَالِ شَعْبٍ مَسِيحِيٍّ. هُمْ اشْتَرَوُا الأَرْضِ وَهُمْ أَقَامُوا الأَبْنِيَةَ. وَهُمْ أَنْشَأُوا المُسْتَشْفَى وَجَهَّزُوهُ. وَلاَ يُمْكِنُ لِلْمُؤَسَّسَةِ أَنْ تَسْتَمِرَّ إِذَا لَمْ يُسْنِدْهَا هَؤُلاَءِ. وَكُلُّ هَذَا قَدْ فَعَلَهُ هَؤُلاَءِ؛ لَيُوجِدُوا تَعْلِيمًا يَكُونُ الإِنْجِيلُ مِنْ مَوَادِّهِ. فَتَعْرِضُ مَنَافِعَ الحَقِيقَةِ المَسِيحِيَّةِ عَلَىَ كُلِّ تِلْمِيذٍ ... وَكُلُّ طَالِبٍ يَدْخُلُ مُؤَسَّسَتَنَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ سَابِقًا مَاذَا يُطْلَبُ مِنْهُ» (١).
كما أعلن مجلس أمناء الكلية في هذه المناسبة: «أَنَّ الكُلِيَّةَ تُؤَسِّسُ لِلْتَّعْلِيمِ العِلْمَانِيِّ، وَلاَ لِبَثِّ الأَخْلاَقِ الحَمِيدَةِ، وَلَكِنْ مِنْ أَوْلَى غَايَاتِهَا أَنْ تُعَلِّمَ الحَقَائِقَ الكُبْرَى التِي فِي " التَوْرَاةِ "، وَأَنْ تَكُونَ مَرْكَزًا لِلْنُّورِ المَسِيحِيِّ، وَلِلْتَأْثِيرِ المَسِيحِيِّ وَأَنْ تَخْرُجَ بِذَلِكَ عَلَى النَّاسِ وَتُوصِيهِمْ بِهِ» (٢).
وكما يستخدم المُبَشِّرُونَ دَوْرَ التعليم - بعد أن يُمَوِّهُوا بأسمائها على الرأي العام - للتبشير، يستخدمون كذلك الوسائل الأخرى التي أشرنا إليها هنا سابقًا، للغاية نفسها، وبالأخص الصحافة. فكتاب " التبشير والاستعمار "، يذكر نقلًا عن مصادر للتبشير ما يلي:
«يُعْلِنُ المُبَشِّرُونَ أَنَّهُمْ اسْتَغَلُّوا الصَّحَافَةَ المِصْرِيَّةَ عَلَى الأَخَصِّ [لِلْتَّعْبِيرِ] عَنْ الآرَاءِ المَسِيحِيَّةِ أَكْثَرَ مِمَّا اسْتَطَاعُوا فِي أَيِّ بَلَدٍ إِسْلاَمِيٍّ آخَرَ، لَقَدْ ظَهَرَتْ مَقَالاَتٌ كَثِيرَةٌ فِي عَدَدٍ مِنَ الصُّحُفِ المِصْرِيَّةِ، إِمَّا مَأْجُورَةً فِي أَكْثَرِ الأَحْيَانِ أَوْ بِلاَ أُجْرَةٍ فِي أَحْوَالٍ نَادِرَةٍ» (٣).
وَالمُبَشِّرُونَ يسيرون في تحقيق هدفهم وفق خطط معينة مدروسة يجتمعون من أجلها بين الحين والحين. ولذلك نرى أنهم عقدوا عدة مؤتمرات لهذه الغاية. فعقدوا مَثَلًا:
١ - مؤتمر القاهرة في عام ١٩٠٦.
٢ - ومؤتمر بيروت في عام ١٩١١.
٣ - ومؤتمر القدس في عام ١٩٢٤.
٤ - ومؤتمر القدس في عام ١٩٢٥.
وفي كل مؤتمر من هذه المؤتمرات تدرس المشروعات وتوضع الخطط ثم يجري تنفيذها فِي سِرِيَّةٍ تَامَّةٍ وَبِهِمَّةٍ دَائِبَةٍ.
_________
(١) " التبشير والاستعمار ": ص ١٠٨.
(٢) المصدر السابق: ص ١٠٩.
(٣) المصدر السابق: ص ٢٠٧.
1 / 10
الفَصْلُ الثَّانِي:
(١) نَشْأَةُ الاسْتِشْرَاقِ:
يرجع تاريخ الاسْتِشْرَاقِ في بعض البلدان الأوروبية إلى القرن الثالث عشر الميلادي. وربما كانت هناك محاولات فردية قبل ذلك، غير أن المصادر التي بين أيدينا لا تلقي الضوء الكافي على الموضوع وإن أشارت إلى بعض المُسْتَشْرِقِينَ كأفراد، ويكاد المؤرخون يجمعون على أن الاسْتِشْرَاقَ انتشر في أوروبا بصفة جدية بعد فترة «عهد الإصلاح الديني» - كما يشهد بذلك التاريخ في هولانده والدانيمارك وغيرهما (١).
(٢) أَسْبَابُ الاسْتِشْرَاقِ:
والسبب الرئيسي المباشر الذي دعا الأوروبيين إلى الاسْتِشْرَاقِ هو سبب ديني في الدرجة الأولى، فقد تركت الحرب الصليبية في نفوس الأوروبيين ما تركت من آثار مُرَّةٍ عميقة. وجاءت حركة الإصلاح الديني المسيحي فشعر المسيحيون: بروتستانت وكاثوليك، بحاجات ضاغطة لإعادة النظر في شروح كتبهم الدينية، ولمحاولة تفهمها على أساس كتبهم الدينية، ولمحاولة تفهمها على أساس التطورات الجديدة التي تمخضت عنها حركة الإصلاح. ومن هنا اتجهوا إلى الدراسات العبرانية. وهذه أدت بهم إلى الدراسات العربية، فالإسلامية؛ لأن الأخيرة كانت ضرورية لفهم الأولى، وخاصة ما كان منها متعلقًا بالجانب اللغوي. وبمرور الزمن اتسع نطاق الدراسات الشرقية حتى شملت أديانًا ولغات وثقافات غير الإسلام وغير العربية (٢).
_________
(١) راجع الصفحات ٣، ٥٤، ٨٦، ٢٥٧، ٢٦٧ من المجلد الثالث الصادر في عام ١٩٢٣ من " مجلة المجمع العلمي العربي "، والصفحات ٦٤، ١٧٠، ٢٠٤، ٢٦٤، ٤١٦، ٤٤٣ من المجلد الرابع الصادر في عام ١٩٢٤ من المجلة نفسها.
(٢) راجع المصدر السابق، وكتاب " المُسْتَشْرِقُونَ " لنجيب العقيقي، ومجلة " الإسلام " بالإنجليزية al-Islam ص ١١٢ من عدد ١٥ فبراير سَنَةَ ١٩٥٨.
1 / 11
ومن جهة أخرى رغب المسيحيون في التبشير بدينهم بين المسلمين فأقبلوا على الاسْتِشْرَاقِ لِيَتَسَنَّى لهم تجهيز الدعاة وإرسالهم للعالم الإسلامي. والتقت مصحلة المُبَشِّرِينَ مع أهداف الاستعمار فَمَكَّنَ لَهُمْ، واعتمد عليهم في بسط نفوذه في الشرق. وأقنع المُبَشِّرُونَ زعماء الاستعمار بأن «المسيحية» ستكون قاعدة الاستعمار الغربي في الشرق.
وبذلك سهل الاستعمار لِلْمُبَشِّرِينَ مُهِمَّتَهُمْ وبسط عليهم حمايته، وَزَوَّدَهُمْ بالمال والسلطان، وهذا هو السبب في أن الاسْتِشْرَاقَ قام في أول أمره على أكتاف المُبَشِّرِينَ والرهبان ثم اتصل بالاستعمار.
وبجانب هذا وذاك، كان هناك أسباب أخرى فرعية لنشأة الاسْتِشْرَاقِ: أسباب تجارية، وأسباب سياسية ديبلوماسية، وأسباب شخصية مزاجية عند بعض الناس الذين تهيأ لهم الفراغ والمال واتخذوا الاسْتِشْرَاقَ وسيلة لإشباع رغباتهم الخاصة في السفر أو في الاطلاع على ثقافات العالم القديم، ويبدو أن فريقًا من الناس دخلوا ميدان الاسْتِشْرَاقِ من باب البحث عن الرزق عندما ضاقت بهم سبل العيش العادية، أو دخلوه هاربين عندما قعدت بهم إمكانياتهم الفكرية عن الوصول إلى مستوى العلماء في العلوم الأخرى، أو دخلوه تَخَلُّصًا من مسؤولياتهم الدينية المباشرة في مجتمعاتهم المسيحية. أقبل هؤلاء على الاسْتِشْرَاقِ تبرئة لذمتهم الدينية أمام إخوانهم في الدين، وتغطية لعجزهم الفكري، وأخيرًا بحثًا عن لقمة العيش إذ أن التنافس في هذا المجال أقل منه في غيره من أبواب الرزق (١).
وهناك ملاحظة لبعض الباحثين تتعلق بالمُسْتَشْرِقِينَ اليهود خاصة، فالظاهر أن هؤلاء أقبلوا على الاسْتِشْرَاقِ لأسباب دينية - وهي محاولة إضعاف الإسلام والتشكيك في قِيَمِهِ بإثبات فضل اليهودية على الإسلام بِادِّعَاءِ أن اليهودية، في نظرهم، هي مصدر الإسلام الأول، ولأسباب سياسية تتصل بخدمة الصهيونية: فكرة أولًا، ثم دولة ثانيًا، هذه وجهة نظر ربما لا تجد مرجعًا مكتوبًا يؤيدها، غير أن الظروف العامة، والظواهر المترادفة في كتابات هؤلاء المُسْتَشْرِقِينَ تعزز وجهة النظر هذه، وتخلع عليها بعض خصائص الاستنتاج العلمي.
وقد تركزت أهداف الاسْتِشْرَاقِ، مع تنوعها، أخيرًا في خلق التخاذل الروحي
_________
(١) راجع الصفحات ١٩ وما بعدها، ٢٨ وما بعدها، ٤٠ وما بعدها من كتاب " المُسْتَشْرِقُونَ " وراجع المجلدين الثالث والرابع من " مجلة المجمع العلمي العربي " لعامي ١٩٢٣ - ١٩٢٤، وراجع مجلة " الإسلام " بالإنجليزية Al - Islam في أعدادها الصادرة في فبراير وأبريل ومارس ومايو من عام ١٩٥٨
1 / 12
وإيجاد الشعور بالنقص في نفوس المسلمين والشرقيين عامة، وحملهم من هذا الطريق على الرضا والخضوع للتوجيهات الغربية.
«وَمِنَ المُبَشِّرِينَ نَفَرٌ يَشْتَغِلُونَ بِالآدَابِ العَرَبِيَّةِ وَالعُلُومِ الإِسْلاَمِيَّةِ، أَوْ يَسْتَخْدِمُونَ غَيْرَهُمْ فِي سَبِيِلِ ذَلِكَ، ثُمَّ يَرْمُونَ كُلُّهُمْ مِمَّا يَكْتُبُونَ إِلَى أَنْ يُوَازِنُوا بَيْنَ الآدَابِ العَرَبِيَّةِ وَالآدَابِ الأَجْنَبِيَّةِ، أَوْ بَيْنَ العُلُومِ الإِسْلاَمِيَّةِ وَالعُلُومِ الغَرْبِيَّةِ (التِي يَعُدُّونَهَا نَصْرَانِيَّةً؛ لأَنَّ أُمَمَ الغَرْبِ تَدِينُ بِالنَّصْرَانِيَّةِ) لِيَخْرُجُوا دَائِمًا بِتَفْضِيلِ الآدَابِ الغَرْبِيَّةِ عَلَىَ الآدَابِ العَرَبِيَّةِ وَالإِسْلاَمِيَّةِ، وَبِالتَّالِي إِلَى إِبْرَازِ نَوَاحِي النَّشَاطِ الثَّقَافِيَّ فِي الغَرْبِ وَتَفْضِيلِهَا عَلَىَ أَمْثَالِهَا فِي تَارِيخِ العَرَبِ وَالإِسْلاَمِ. وَمَا غَايَتُهُمْ مِنْ ذَلِكَ إِلاَّ خَلْقَ تَخَاذُلٍ رُوحِيًّ وَشُعُورٍ بِالنَّقْصِ فِي نُفُوسِ الشَّرْقِيِّينَ وَحَمْلِهِمْ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ عَلَى الرِّضَا بِالخُضُوعِ لِلْمَدَنِيَّةِ المَادِيَّةِ الغَرْبِيَّةِ» (١).
(٣) مِنْ مَظَاهِرِ نَشَاطِ المُسْتَشْرِقِينَ:
حاول المُسْتَشْرِقُونَ أن يحققوا أهدافهم بكل الوسائل: أَلَّفُوا الكتب، وَأَلْقَوْا المحاضرات والدروس، وَ«بَشَّرُوا» بالمسيحية بين المسلمين، جمعوا الأموال وأنشأوا الجمعيات، وعقدوا المؤتمرات، وأصدروا الصحف، وسلكوا كل مسلك ظنوه مُحَقِّقًا لأهدافهم.
وهذه نماذج من صور نشاطهم المتعدد الجوانب:
(أ) في عام ١٧٨٧ أنشأ الفرنسيون جمعية للمستشرقين ألحقوها بأخرى في عام ١٨٢٠ وإصدار " المجلة الآسيوية ".
(ب) وفي لندن تألفت جمعية لتشجيع الدراسات الشرقية في عام ١٨٢٣، وقبل الملك أن يكون وَلِيَّ أَمْرِهَا، وأصدرت " مجلة الجمعية الآسيوية ".
(ج) وفي عام ١٨٤٢ أنشأ الأمريكيون جمعية ومجلة باسم «الجمعية الشرقية الأمريكية»، وفي العام نفسه أصدر المُسْتَشْرِقُونَ الألمان مجلة خاصة بهم، وكذلك فعل المُسْتَشْرِقُونَ في كل من النمسا وإيطاليا وروسيا.
(د) ومن المجلات التي أصدرها المُسْتَشْرِقُونَ الأمريكيون في هذا القرن " مجلة جمعية الدراسات الشرقية " وكانت تصدر في مدينة جامبير Gambier بولاية أهايو Ohaio ولها فروع في لندن وباريس وليبزج، وتورنتو في كندا، ولا يعرف إن كانت تصدر الآن،
_________
(١) " التبشير والاستعمار ": ص ١٧.
1 / 13
وطابعها العام على كل حال طابع الاسْتِشْرَاقِ السياسي وإن كانت تعرض من وقت لآخر لبعض المشكلات الدينية، وخاصة في باب الكتب.
(هـ) ويصدر المُسْتَشْرِقُونَ الأمريكيون في الوقت الحاضر " مجلة شؤون الشرق الأوسط "، وكذلك " مجلة الشرق الأوسط "، وطابعها على العموم طابع الاسْتِشْرَاقِ السياسي كذلك.
(و) وأخطر المجلات التي يصدرها المُسْتَشْرِقُونَ الأمريكيون في الوقت الحاضر هي مجلة " العالم الإسلامي " The Muslim World أنشأها صمويل زويمر S. Zweimer في سَنَةِ ١٩١١، وتصدر الآن من هارتفورد Hartford بأمريكا ورئيس تحريرها كنيث كراج K. Cragg وطابع هذه المجلة تبشيري سافر.
(ز) وللمستشرقين الفرنسيين مجلة شبيهة بمجلة " العالم الإسلامي " في روحها واتجاهها العدائي التبشيري واسمها أيضًا: Le Monde Musulman .
(ح) ولعل أخطر ما قام به المُسْتَشْرِقُونَ حتى الآن هو إصدرا " دائرة المعارف الإسلامية " بعدة لغات، وكذلك إصدار موجز لها بنفس اللغات الحية التي صدرت بها الدائرة، وقد بدأوا في الوقت الحاضر في إصدار طبعة جديدة تظهر في أجزاء، ومصدر الخطورة في هذا العمل هو أَنَّ المُسْتَشْرِقِينَ عَبَّؤُوا كل قواهم وأقلامهم لإصدار هذه الدائرة وهي مرجع لكثير من المسلمين في دراساتهم، على ما فيها من خلط وتحريف وتعصب سافر ضد الإسلام والمسلمين.
(ط) واستطاع المُسْتَشْرِقُونَ أَنْ يَتَسَلَّلُوا إلى المجمع اللغوي في مصر، والمجمع العلمي العربي في دمشق والمجمع العلمي في بغداد.
(ك) ويعتمد المُسْتَشْرِقُونَ - فيما يعتمدون - على عقد المؤتمرات العامة من وقت لآخر لتنظيم نشاطهم، وأول مؤتمر عقدوه كان فِي سَنَةِ ١٧٨٣، وما زالت مؤتمراتهم تتكرر حتى اليوم.
(ل) وفي العصر الحديث تقوم المؤسسات الدينية والسياسية والاقتصادية في الغرب بما كان يقوم به الملوك والأمراء في الماضي من الإغداق على المُسْتَشْرِقِينَ وحبس الأوقاف والمنح على من يعملون في حقل الاسْتِشْرَاقِ.
(م) واتجه المُسْتَشْرِقُونَ وَالمُبَشِّرُونَ بمعاونة الاستعمار إلى مجال التربية، محاولين غرس مبادئ التربية الغربية في نفوس
1 / 14
المسلمين حتى يشبهوا «مستغربيهم» في حياتهم وتفكيرهم، وحتى تخف في نفوسهم موازين القيم الإسلامية (انظر ص ١١٤ من مجلة " الإسلام " Al-Islam الصادرة في ١٦ مارس سَنَةَ ١٩٥٨).
(س) وليس نشاط المُسْتَشْرِقِينَ مُوَجَّهًا فقط إلى المسلمين، إنهم يفتحون عيونهم لكل الاتجاهات وهو يقظون لكل حركة قد تعوق سيرهم أو تفسد خِطَطَهُمْ، فإن حاول أحدهم أن يبدو مُحَايِدًا أو يتخفف من أثقال التعصب تجد بقية المُسْتَشْرِقِينَ يهبون في وجهه يطالبونه بأن يكون «موضوعيًا» وأن يستخدم الطريقة العلمية ويلجأ إلى النقد ذي المستوى العالي وهكذا. ومثال ذلك ما كتبه ألفريد جيوم Alfred Guillaume تعليقًا على كتاب " محمد في مكة " من تأليف منتجمري وات M. Watt هاجم جيوم وات؛ لأن وات خرج عن الخط التقليدي للمسترقين في بعض الاتجاهات (انظر ص ١٣٨ من مجلة " الإسلام " Al-Islam الصادرة في ١٥ أبريل سَنَةَ ١٩٥٨).
(ع) ولا يعرف العقل ولا المنطق حَدًّا لما يقوم به المُسْتَشْرِقُونَ من تحريف للتاريخ الإسلامي، وتشويه لمبادئ الإسلام وثقافته، وإعطاء المعلومات الخاطئة عنه وعن أهله، وإعطاء المعلومات الخاطئة عنه وعن أهله، وكذلك يجاهدون بكل الوسائل لينتقصوا مِنَ الدَّوْرِ الذي لعبه الإسلام في تاريخ الثقافة الإنسانية.
إن المُسْتَشْرِقِينَ جميعًا فيهم قدر مشترك في هذا الجانب والتفاوت - إن وجد بينهم - إنما هو في الدرجة فقط؛ فبعضهم أكثر تعصبًا ضد الإسلام وعداوة له من البعض الآخر، ولكن يصدق عليهم جميعًا أنهم أعداؤه (١).
وإذا كان الاسْتِشْرَاقُ قد قام على أكتاف الرُّهْبَانِ والمُبَشِّرِينَ في أول الأمر ثم اتصل من بعد ذلك بِالمُسْتَعْمِرِينَ، فإنه ما زال حتى اليوم يعتمد على هؤلاء وأولئك ولو أن أكثرهم يكرهون أن تتكشف حقيقتهم ويؤثرون أن يختفوا وراء مختلف العناوين والأسماء.
_________
(١) انظر المجلات والكتب التي ورد ذكرها في هذه النقطة، وخاصة " العالم الإسلامي " «الإنجليزية» The Muslim World، و" الإسلام " التي تصدر بالإنجليزية في كراتشي - باكستان في أعداد فبراير ومارس وأبريل ومايو لِسَنَةِ ١٩٥٨ و" موجز دائرة المعارف الإسلامية ".
1 / 15
جدول رقم [١]:
المُسْتَشْرِقُونَ المُعَاصِرُونَ:
--------------------------
- أبراهام كاش:
عرف من نشاطه أنه مؤلف كتاب " اليهودية في الإسلام ".
- س. س. أدمز: C. C. Adams:
إنجليزي باشر التدريس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة لفترة من الزمن ومؤلف كتاب " الإسلام والتجديد في مصر " المترجم من الإنجليزية إلى العربية تحت العنوان المذكور.
- إدوارد أبر:
أستاذ في الجامعة الكاثوليكية في واشنطن.
- إدوارد فرمان: E. Ferman:
من ألد أعداء الإسلام وأكثر المُسْتَشْرِقِينَ طَعْنًا فيه، له كتاب بالإنجليزية عن " تاريخ المسلمين وفتوحاتهم ".
- أدوين كالفري: E. Calverly:
أمريكي متعصب رأس تحرير مجلة " العالم الإسلامي " The Muslim World الأمريكية لفترة من الزمن، وَمِنْ مُحَرِّري " دائرة المعارف الإسلامية "، ومن الذين باشروا التدريس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة عدة مرات. معروف باتجاهات تبشيرية سافرة.
- أريك شرودر:
مؤلف كتاب " أمة محمد " الذي صدر بالإنجليزية فِي سَنَةِ ١٩٥٥.
- ج. س. آرثر: Arthur:
مؤلف " العناصر الصوفية في محمد " الذي صدر بالإنجليزية فِي سَنَةِ ١٩٥٤.
- آرثر جيفري: Arthur Jeffry:
معروف بتعصبه السافر ضد الإسلام والمسلمين. ومن كتبه:
١ - " مصادر تاريخ القرآن "، صدر بالإنجليزية فِي سَنَةِ ١٩٣٧.
٢ - " الكلمات الدخيلة في القرآن " بالإنجليزية.
٣ - " القرآن ككتاب ديني " صدر بالإنجليزية فِي سَنَةِ ١٩٥٢.
- ت. و. أرنولد: T. W. Arnold:
إنجليزي اشترك في تحرير " دائرة المعارف الإسلامية "، ومن كتبه:
١ - " الدعوة إلى الإسلام "، ترجم من الإنجليزية إلى العربية تحت العنوان المذكور.
٢ - " الخلافة "، صدر بالإنجليزية في سَنَةِ ١٩٢٤.
٣ - " تراث الإسلام "، صدر بالإنجليزية فِي سَنَةِ ١٩٣١.
1 / 16
- أرنولد توينبي Arnold Toynbee:
إنجليزي له أخطاء فيما كتب عن الإسلام والرسول في كتابه العالمي " دراسة في التاريخ ". وخطؤه هنا شديد الخطورة لأن الكتاب يعتبر أحسن دراسة موضوعية للتاريخ في العصر الحديث في نظر كثير من الناس وخاصة الشرقيين، والعرب منهم بوجه أخص.
- أ. أ. ألدر: Elder:
قسيس يساهم في تحرير " مجلة العالم الإسلامي " التي تصدر بالإنجليزية في أمريكا.
- ألفرد كارلتون: A. Karlton:
أمريكي كان مديرًا لكلية حلب ثم عُيِّنَ نائبًا لرئيس جمعية البعثات الأمريكية التبشيرية في الخارج.
- ج. أ. أ. أيزنبرج: J. Eisenberg:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- ل. أ. أيزنبرج: L. Eisenberg:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- و. إيفانو: W. Ivanow:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- ف. بابنجر: F. Babinger:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- أ. باجليارو: A. Bagliaro:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- ج. بارت: J. Barth:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- ر. باريت: R. Paret:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- ر. باست: R. basset:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- أ. بشوب: Bishop:
قسيس يساهم في تحرير مجلة " العالم الإسلامي " الأمريكية.
- براون: Brown:
إنجليزي كان عضوًا بالمجمع العلمي العربي في دمشق.
- ل. ل. براون: L. L. Brown:
قسيس أمريكي يساهم في تحرير " مجلة العالم الإسلامي " الأمريكية.
- س. س. برج: C. C. Berg:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- هـ. هـ. برو: H. H. Brau:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- أ. ل. بروفنسال: E. L. Provensal:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- ر. بل: R. Bell:
إنجليزي كثير الخطأ في حديثه عن الإسلام والقرآن. ومن كتبه:
١ - أصول الإسلام في بيئته المسيحية " صدر في سَنَةِ ١٩٢٦.
1 / 17
٢ - " القرآن "، صدر في سَنَةِ ١٩٣٧.
٣ - " مقدمة القرآن "، صدر في ١٩٥٤.
- ر. بلاشير: R. Blacher:
فرنسي ومؤلف كتاب " مقدمة القرآن "، صدر في ١٩٤٧.
- م. بلسنر: M. Plessner:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- ف. بول: F. Buhl:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- ف. ت. بوتشنر: V. T. Buchner:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- ج. بيدرسن: J. Podersen:
دانيمركي ومن مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية "، كان عضوًا بالمجمع العلمي العربي في دمشق والآن أستا> في جامعة كوبنهاجن.
- ك. بيكنز:
قسيس يساهم في تحرير " مجلة العالم الإسلامي " الأمريكية.
- أ. س. بيفريدج: A. S. Beveridge:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- س. هـ. بيكر: S. H. Becker:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- أ. س. تريتون: A. S. Tritton:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- ر. تشودي: R. Chudi:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- توماس جوينوبل: Th. Juynboll:
من كبار مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- تيودور نولدكه: T. Noeldeke:
ألماني معروف بعدائه للإسلام، له كتاب عن القرآن، وكتاب آخر عن التاريخ الإسلامي، ظهر بالإنجليزية في " سلسلة تاريخ العالم ".
- كايتاني: Caetani:
إيطالي وكان عضوًا بالمجمع العلمي العربي في دمشق.
- جروهمان: A. Grohhman:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- جريفني: Griffni:
إيطالي وكان عضوًا بالمجمع العلمي العربي في دمشق.
- جوتهيل: Gottheil:
كولومبي، وكان عضوًا بالمجمع العلمي العربي في دمشق.
- ل. جوتيه: L. Gauthier:
فرنسي متعصب دينيًا وجنسيًا، كثير التشهير بالإسلام والحقد عليه، من أتباع رينان في فكرة تمييز الآريين في السيادة على غيرهم (انظر ص ٢٥ وما بعدها من العدد ١، ومن المجلد ٩، يناير
1 / 18
سَنَةَ ١٩٢٥) من " مجلة جمعية الدراسات الشرقية ".
- جودفروي ديمومبينز: Gaudefroy Demombynes:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية "، له كتاب عن «الحج» فيه كثير من الخلط والتشويه، (انظر ص ١٣ من العدد ١، من المجلد ٩، يناير سَنَةَ ١٩٢٥ من " مجلة جمعية الدراسات الشرقية ".
- و. جوركمان: W. Bjorkman:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- جويدي: Guidi:
إيطالي وكان عضوًا بالمجمع العلمي العربي في دمشق.
- ب. جويل: B. Goel:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- جي. دوسو: Guy Dussaud:
فرنسي وكان عضوًا بالمجمع العلمي العربي في دمشق.
- جيمس هنري بريستيد: J. H. Brestead:
أمريكي يدير معهد الشرق الأوسط بجامعة شيكاغو في أمريكا.
- ج. ل. دلافيدا: G. L. della Vida:
من كبار مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- أ. هـ. دوجلاس: A. H. Dauglas:
من مُحَرِّرِي مجلة " العالم الإسلامي " الأمريكية.
- د. م. دونالدسون: D. M. Donaldson:
قسيس أمريكي يساهم في تحرير مجلة " العالم الإسلامي " الأمريكية، ومن كتبه:
١ - " دين الشيعة "، صدر في عام ١٩٣٧.
٢ - " دراسات في علم الأخلاق الإسلامية "، صدر في عام ١٩٥٣.
- دي بور: De Boer:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
وله كتب عن الفلسفة الإسلامية، ترجم بعضها إلى العربية.
- ديتريش: Dietrich:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ".
- أ. دينيه: E. Dinet:
فرنسي شديد التعصب ضد الإسلام، له كتاب بالفرنسية " الشرق والغرب ".
- ر. روبرتز: R. Roberts:
إنجليزي ومؤلف " القوانين الاجتماعية في القرآن "، وهو دراسة مقارنة بين القرآن والتوراة في القوانين الاجتماعية، صدر في عام ١٩٢٥.
- هـ. ريكندروف: H. Rekendorf:
من مُحَرِّرِي " دائرة المعارف الإسلامية ". وله بعض الكتب.
1 / 19