Al-Mawsu'ah Al-'Aqidiya - Al-Durar Al-Sunniyah

Group of Authors d. Unknown
38

Al-Mawsu'ah Al-'Aqidiya - Al-Durar Al-Sunniyah

الموسوعة العقدية - الدرر السنية

Daabacaha

موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net

Noocyada

فالرسول، ﷺ، بالإضافة إلى كونه دعا إلى إخلاص الدين لله، وقاتل الناس حتى يشهدوا بكلمة الإخلاص، فإنه، ﷺ، كان يدعو إلى جميع الأخلاق الفاضلة، جملة وتفصيلًا، وينهى عن ضدها، جملة وتفصيلًا. وكما اهتم، ﷺ، بإصلاح الدين، كان يعمل على إصلاح دنيا الناس، إنما كان ذلك كله في مرتبة دون الاهتمام بأمر التوحيد وإخلاص الدين لله وحده، وهذا ما يجهله أو يتجاهله المنازع في هذه المسألة. ٣ - إذ تأملنا القرآن الكريم، المنزل على رسول الله، ﷺ، رحمة للعالمين ومنهاجًا للمسلمين إلى يوم الدين، وجدنا أن أغلبه في تقرير العقيدة وتقرير أصولها، وتحرير العبادة والطاعة لله وحده لا شريك له، واتباع رسوله، ﷺ. فإن أول شيء نزل به القرآن، وأمر الله رسوله، ﷺ، أن يفعله هو أن يكبر الله تعالى ويعظمه وحده، وأن ينذر الناس من الشرك، وأن يتطهر من الآثام والذنوب وغيرها، ويهجر ما هم عليه من عبادة الأصنام، ويصبر على ذلك كله، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ [المدثر: ١ - ٧]. ثم استمر القرآن الكريم، يتنزل على رسول الله ﷺ سائر العهد المكي، لتثبيت العقيدة وتقريرها، والدعوة إلى إخلاص العبادة والدين لله وحده، واتباع رسوله، ﷺ. لذلك نجد أن أغلب آيات القرآن الكريم في العقيدة: إما بصريح العبارة، وإما بالإشارة، حيث إن معظم القرآن جاء في تقرير توحيد الإلوهية وإخلاص العبادة لله وحده، وتوحيد الربوبية والأسماء والصفات وأصول الإيمان والإسلام، وأمور الغيب والقدر خيره وشره، واليوم الآخر، والجنة وأهلها ونعيمها، والنار وأهلها وعذابها، (الوعد والوعيد)، وأصول العقيدة تدور على هذه الأمور. وقد ذكر العلماء أن القرآن: ثلث أحكام، وثلث أخبار، وثلث توحيد. وهذا ما فسروا به قول النبي، ﷺ: «قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن» (١). فإن قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص: ١] اشتملت على أعظم التوحيد والتنزيه لله تعالى. وآيات الأحكام لا تخلو من ذكر للعقيدة وأصول الدين، وذلك من خلال ذكر أسماء الله وصفاته، وطاعته وطاعة رسوله، ﷺ وذكر حكم التشريع ... ونحو ذلك. وكذلك آيات الأخبار والقصص أغلبها في الإيمان والاعتقاد، وذلك من خلال أخبار المغيبات والوعيد واليوم الآخر، ونحو ذلك. وبهذا يتحقق القول: بأن القرآن الكريم، هو الهادي إلى التي هي أقوم إلى يوم القيامة، وغالب آياته في تقرير العقيدة والدعوة إليها والدفاع عنها والجهاد في سبيلها. مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة لناصر العقل – ص: ٢٤

(١) رواه مسلم (٨١٢). من حديث أبي هريرة ﵁.

1 / 37