385

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة 385 وقالت الإباضية: الدار دار توحيد وليست بدار إيمان، يعنون مخالفيهم، الا عسكر الشلطان، فإنه دار بغي: وقال صنف من البيهسية : إذا كفر الإمام كفرت الرعية كلها، ومن بايعه ومن لم يبايغة، أو علم بكفره أولم يعلم، وتحولت/ الدار بكفره دار كفر وشرك. (1/80) ال وأقول: إن حكم الدار مختلف، وإن أهل الحق منا كانوا في تقية من سلطان، والرعية يخافون من إظهار ما يدينون به من خلق القرآن ونفي التشبيه والإجبار، والدار داركفر، لأنها لو كانت دار إيمان ما كان المؤمنون فيها في تقية، وماكان المؤمنون في تقية من الرعية دون السلطان، فكان السلطان معهم على الرعية يعينهم عليه ويقمع الرعية بجهده، ولم تكن الرعية غالبة، فالدار دار إيمان، وإن كان المؤمنون يقدرون على إظهار الحق لصلح وقع بينهم وبين المتغلب على الدار، كانوا يؤدون جزية، فالدار دار كفر، وإن كان المؤمنون في تقية من السلطان دون الرعية وكان السلطان قاهرا للمؤمنين، فالدار أيضا دار كفر، ومدار الأمر في حكم الدار على التقية؛ لأن من كانت الدار له لا يكون فيها تقية.

القول في طاعة لا يراد الله بها: قال أبو الهذيل: قد يطيع الله من لا يقصد بالطاعة إليه ومن لا يعرف الله، واحتج في ذلك بأن كل أمره فبإزائها زاجرة، فلو كان من لا يعرف الله قد ترك كل الأوامر، كان قد صار إلى كل الزواجر، ومن ترك الطاعات فقد صار إلى جميع المعاصي: قالوا: فلو كان هذا هكذا كان الدهرئ قد صار إلى اليهودية والنصرانية

Bogga 385