380

============================================================

مقالات البلخي وقال عمرو بن بحر الجاحظ: ليس قول الطفل: إن الله ثالث ثلاثة، لا كذبا ولا كفرا، لأن الكاذب عنده العالم بأنه كذلك، وكذلك الكافر هو العالم بأنه كافر.

القول في إكفار المتأؤلين: قالت المعتزلة: إن من تأول في التوحيد والعدل، فأخرجه تأويله إلى تشبيه الله بخلقه، أو تجويز له في حكمه، أو تكذيب له في خبره، أو بتخيل له، أو وصفب لمحاباة في أفعاله، أو أتى أمرا أو قال قولا قد حكم الله بالكفر في مثله أو فيما هو دونه، فهو كافر. وكذلك ما أداه تأويله إلى خروج عما أجمعت(1) عليه الأمة من أمر الدين فهو كافر أيضا. ومن أداه تأويله إلى البراءة من ولي الله، فهو ضال فاسق، والخوارج(2).

ال ومن كان متأؤلا في الأحكام وما أشبهها، فإن خطأه لا يبلغ به كفرا ولا ضلالا ولا فسقا.

وقال بعض أهل الاجتهاد في المتأول في الأحكام: إنه وإن أخطأ فمأخوذ إذا أدى ما عليه الاجتهاد.

وقال بعضهم: بل هو مأزور، ولكن الزور(3) عنه موضوع وقال أصحاب المعارف الذين زعموا أن المعرفة ضرورة: إنه لا يكفر إلا من عاند وجحد بعد العلم والمعرفة.

(1) في الأصل: أجمع.

(2) كذا في الأصل، ولعل هاهنا سقطا.

(3) لعلها الوزر.

Bogga 380