375

============================================================

الفن الرايع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة القول فيمن يلزمه اسم مشبه ومجبر: قال أبو الحسين: قال أبو الهذيل والإسكافي وأصحابهما: إن من زعم أن الله جل ذكره يرى بالأبصار بلا كيف، وأنه جسم، ونفى عنه معاني الأجسام كلها، فليس بمشبه وقال إبراهيم النظام وأصحابه وبشر بن المعتمر وأبو موسى وجعفر بن حرب وجعفر بن مبشر وعيسى الضوفي: إن القائل: إن الله يرى بالبصر على اي وجه قاله، والقائل: إنه جل ذكره جسم على أي وجه قاله، فهما مشابهان لله بخلقه غير عارفين به قال: وقال أبو الهذيل: ومن زعم أن الله يقضي المعاصي ويقدرها من العامة يريد بذلك أنه علمها(1) لم أقل: إنه مجبر ولا إنه كافر، وإذا قال: قضاها وقدرها، يريذ أنه خلقها وأنشأها، فذلك هو المجبر الكافر.

قال: ووافقه على هذا القول أبو موسى وجعفر بن حرب والإسكافي، وهو قول إبراهيم النظام وأصحابه، كان ممن يقول: إن الدار دار إسلام.

قال: وقال جعفر بن مبشر: كل من قال: إن الله قضى المعاصي وقدرها فهو كافر، ولست أنظر فيما عنى.

وقال جعفر بن حرب: قال الأدمي: لا يكفر من زعم أن الله قضى المعاصي، لا يذهب إلى أنه علمها، ومن قال: قدرها لا يكفز؛ لأنه يعني أنه قد حدها وجعل لها وقتا.

ومن قال: لا أقول: إن القرآن مخلوق، وليس القرآن بمخلوق فلا يكفر، وهما سواء (1) في الأصل: علمهما.

Bogga 375