351

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة قالوا: والوجه الآخو من الهدى وهو ما يريد الله المؤمنين بإيمانهم من الفوائد والإلطاف، كما قال جل ذكره: والزين أهتدوا زادهرهدى} [محمد: 17].

وقال قوم: قد يجوز أن يبتدئ الله قوما بضروب من اللطف/ لعلمه (06) ب) بأن ابتداءهم بذلك أصلح لهم، وأنهم ينتفعون بها، ويمنع ذلك قوما يعلم أن منعهم إياه أصلح لهم، وأنه لا ينتفعون به إن أعطوه قالوا: فتأويل قوله: فلؤلا فضل الله علتكم ورحمته،} [البقرة: 64)، قد يجوز أن يكون على هذا المعنى.

وقال إبراهيم: قد يكون للهدى وجه آخر، وهو أنه قد يجوز أن يسمى طاعة المؤمنين وايمانهم بالهدى وآنه هدى الله، فيقال: هدى بهدى الله؛ أي: بهدايته، واحتج بقول الله: { أوليك الذين هدى الله فبهد دلهم أقتدة} [الانعام: 90)، فجعل طاعاتهم وإيمانهم هذا وأمرنا بالاقتداه بهم.

وقالت المجبرة: إن الهدى هو ما يفعله الله بالمؤمنين من الدعاء والبيان وغير ذلك، وإن بيانه للكافرين ومن علم أنه يكفر ودعاه إياهم وما وضع لهم من الدليل وجميع ما فعله بهم من الترغيب والترهيب ليس بهدى، بل هو ضلال، وانه إنما فعله بهم للكفر، وإلا ليؤمنوا ويضلوا.

القول في الضلال: قال أهل العدل: إن معنى الضلال من الله يحتمل أن تكون التسمية لهم والحكم عليهم بأنهم ضالون، كما قالوا: فلان أكفر فلانا إذ سماه بالكفر ويحكم عليه به، وإن لم يكن أحدث فيه كفرا ولا أوجبه فيه ولا أراده منه.

ل ويحتمل أن يكونوا لما ضلوا عن أمره جاز أن يقال: أضلهم، وإن لم يكن جل ذكره قصد إلى إضلالهم ولا أراد أن يضلوا. واحتجوا من اللغة بقول

Bogga 351