============================================================
مقالات البلخي أن يفعل بهم ما هو أصلخ بهم في دينهم، وأن يزيح عللهم فيما يحتاجون إليه لأداء ما كلفهم وما تيسر عليهم مع وجوده العمل بما أمرهم بهه وقد فعل ذلك بهم وقطع به غذرهم، ثم تاب ورجع إلى قول أصحابه. كتب إلي بذلك أبو الحسين الخياط: أنه كان يحكيه، وحكاه عن البصرئين عن الشحام عن بشر، وذكر أنه بلغه عن أبي موسى أنه كان يحكي ذلك عنه، يعني التوبة.
وقالت المجبرة القدرية من أصحاب الحسين التجار وغيرهم: إنه قد ي جوز أن يمنع الله عبده ما يؤمن به وما يستحيل وجود الإيمان إلا مع وجوده، وهو مع ذلك يدعوه إلى الإيمان، ويوئخه على تركه، ويعجب منه، ويعذبه على ترك ما لن يلطف له فيه، ولم يعطه قوة عليه، ولا جعل له سبيلا إليه بنار الأبد. قالوا: لأن الله عز وجل ليس يرتفع بالإعطاء ولا ينحط بالمنع، وليس يستحق الجود بالبذل والإعطاء، بل هو جواد بنفسه؛ أعطى أو منع، وليس للخلق عليه دين قال لهم خصومهم: فهلا أجزئم لهذا الفعال أن يكلف الزمنى وإن كان قد أعجزهم ثم يعذبهم على آن لم يوجذ منهم ما كانوا عنه عاجزين ومنه ممنوعين؟ قالوا: هذا لا يجوز؛ لأنه قبيخ في العقول، وهو جور.
قال لهم خصومهم: انتقضث عليكم التي بها أجزثم أن يرد الأصلح، وأن يكلف من لا يقدر، وأن يمنع عباده ما لو أتاهم به لأطاعوه واستحقواثوابه ونجوا من عذابه؛ لأنكم أجزتم ذلك أجمع لأنه لا يرتفع(1) بالإعطاء ولا ينحط بالمنع، ولأنه لا دين عليه، فأجيزوا ما سألناكم لهذه العلة، وإلا فإن كان فعل شيء من الأشياء لا يجوز عليه مع وجود هذه العلة القبيحة، ولأنه جور، فكذلك لا يجوز (1) في الأصل: لا ينتفع.
Bogga 326