============================================================
متالات البلخي واختلف الذين أجازوا انقطاع الخبر: فقال قوم: إن الذين لم يبلغهم خبر النبي المبعوث إليهم ولا خبر أحد من الأنبياء محجوجون بعقولهم، معذبون إن يكفروا، على ما بينا قبل ذلك الموضع.
وقال قوم: ليسوا بمحجوجين بعقولهم ولا معذبين حتى يأتيهم رسول ينهم، فعند ذلك يجث عليهم بعقولهم عند آمر الرسول لهم وموافقته إياهم.
وهذا قول ضرار وبشر بن غياث، ولا أدري كيف يقول هؤلاء في انقطاع خبر الرسول عمن بعث إليه، وهل يجيزون ذلك أو لا يجيزونه؟
القول في دلالة الأعراض على الله عز وجل: قال أكثر أهل النظر ممن نفى أن يحسن الأعراض ممن أجاز ذلك: إن الأعراض قد يستدل بها على الله وتدل عليه وإن كانت مما يثبث بدليل.
وقال هشام بن عمرو الفوطي ومن ذهب مذهبه: ليس الأعراض دليلا على الله، لأنها مما يحتاج أن يستدل على أنبيائه وما يحتاج إلى ذلك فإنه يستدل به على الله ولا على رسوله.
القول في الأنبياء عليهم السلام هل كان يجوز عليها أن تكفر، وهل كان يجوز أن يبعث الله نبيا قد كفر: قالت المعتزلة وأكثر الأمة: لا يجوز أن يبعث الله نبيا يعلم أنه يكفر أو يرتكب(1) كبيرة توجب فسقه وزوال اسم الإيمان عنه، ولن يجوز أن يبعث الله (1) في الأصل: يركب.
Bogga 292