============================================================
مقالات البلخي الحال، والقرآن مخلوق في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقوا هم، قالث بهؤلاء مقالتهم، إلا إن زعموا أن الذي هو اكتسايبهم هو الذي ليس باكتسابهم، ومحال أن يكون اكتسابهم؛ لأنه إذا كان في اللوح المحفوظ خلق الله، فمحال أن يكون اكتسابهم، ثم كان ذلك بعينه يخلقه الله ثانية اكتسابا لهم، فقد صار ما محال أن يكون اكتسابهم هو اكتسابهم، ثم صار أيضا اكتسابهم موجودا قبل أن يخلقوا فيفهموا هذا بحذو أصحابه قد زاد على جهل المنكرين خلق القرآن.
هذه المقالة مقالة بعض أصحاب المخلوق، من المجبرة القدرية.
وقالت طائفة من هؤلاء: إن القرآن عرض في اللوح المحفوظ، ثم محال أن يخلقه الله ثانية، ولكن تلاوة كل تال مخلوقة اكتسابا، وكذلك الكاتب والحافظ، فالذي هو خلق الله اكتساب الفاعل قرآن مثل الذي في اللوح المحفوظ وإن كان غيره فليس هو، ولكن قد يقال: هو الذي في اللوح المحفوظ وإن كتبه غيره، وهؤلاء يحيلون أن يخلق الله ماقد خلق وهو موجود.
وقالث طائفة أخرى من هؤلاء: إن القرآن عرض خلقه في اللوح المحفوظ، فمحال أن ينقل ويزول، وكلما تلاه بعد ذلك تال أو كتبه كاتب أو حفظه، فإن الله يخلق تلاوة التالي فيسمى قرآنا، وهو قراءة القاري التالي وخط الكاتب في إنجاز لم يفعل واحد منهما في الحقيقة من ذلك شيئا، ولكن الله خالق ذلك، وسمي قرآنا وكتابا وقرآنا متلوا.
وقالث طائفة أخرى: القرآن عرض، وهؤلاء ممن يزعم أنه لا عرض يفعله فاعل في الدنيا والآخرة ولا الحركات، والحركات عند هؤلاء محال أن تدرك بالأبصار أو تحس بواحدة من الحواس الخمس، ولا مرئي ولا مسموع عنذهم إلا جسم، ثم القرآن عندهم حركات.
Bogga 276