The Mansuri on Medicine
المنصوري في الطب
Noocyada
ينبغي أن لا تشرب محضة خالصة. لكن يمزج ماء كل منزل بماء المنزل الذي قبله. وينفع من ذلك أيضا أن تشرب الأمياه المختلفة ممزوجة بشراب قد أخذ وأعد مع المسافر او بالخل. ويدفع ضرر اختلاف الأمياه البصل إذا أكل بعده والثوم والخل والخس. وينفع من ذلك أيضا أن يتزود المسافر من طين بلده، فاذا نزل على ماء أخذ منه شيئا وألقاه فيه وأقره حتى يصفو ثم يشرب منه!!. أما الأمياه الرديئة التي يتبين فيها كيفيات ظاهرة فلتصلح على ما أقول. أما الماء الغليظ الكدر فليصفى مرات من إناء إلى إناء. وإن عسر ذلك فيه فليروق بالرواق الملطخ بالكعك المبلول. أو يطرح فيه من الشب اليماني المسحوق شيئا، فإنه يروق ويصفو سريعا. وإن كان الماء مالحا فليشرب بالخل. أو يلقى فيه خرنوب أو حب الآس أو زعرور أو طين حر أو يؤكل السفرجل قبله. فإنه يرفع ضرر الماء المالح. وإن كان زعاقا جدا وألجىء المسافر إلى الشرب منه، فليجعل في قدر برام نظيفة، ويوضع فوقه عيدان معترضة، وتلقى عليه قطعة من جزة صوف منفوشة نقية، ويوضع القدر على جمر قد أشعل ويعتصر ذلك الصوف متى ندي ويشرب. والخل يكسر طعم الماء المالح، وكذلك السكنجبين جيد في ذلك. أما إن كان الماء قائما، وكانت فيه عفونة فليمزج بربوب الفواكه الحامضة والقابضة كرب الحصرم والرمان والتفاح، وليهجر الأغذية الحارة المالحة ما دام الشرب منه. ولا يشرب الشراب البتة إلا أن يكون (ماء قهوا) فإن هذا الماء من أسرع شيء في توليد الحمى. فإن كان في الماء مرارة فليشرب بالجلاب والسكر وليأكل الأشياء الحلوة. وإن كان الماء يطلق البطن فليعتمد الأغذية العاقلة للبطن وبالضد. وإن كان في الماء حشائش وأعشاب وهوام لها حدة ورداءة، فليكثر من أكل الدسم وليعنى بتصفيتها ولا يشربها إلا بقدام وخاصة إن كان فيها علق وإن كان الماء يعسر البول فليشرب بالشراب أو بطبيخ بزر الكرفس والرازيانج وإن كان الماء يغثي فليشرب مع رب الرمان. وبالجملة فلينظر ما يحدث فيضاد بالتدبير.
في تدبير منازل العساكر:
ينبغي أن تنزل العساكر في الصيف على التلول والربوات. وتستقبل وجوه الخيم ريح الشمال، ويتباعد بينها، وتبعد الدواب ما أمكن. وأما في الشتاء فليكن التدبير بالضد في ذلك، فتنزل في الأغوار وتلتجىء إلى التلال وأصول الآجام والجبال، وتستقبل الجنوب والمشرق، وتقرب الخيم بعضها من بعض، والدواب كذلك. ومتى كان الهواء ومدا جنوبيا رطبا فليقلل الغذاء ويهجر الشراب البتة ويكثر من الرياضة. وبالضد إن كان قشفا يابسا. ومتى مرض فيه خلق كثير فلينزلوا جانبا بعيدا ولا يكونوا فوق الريح بل تحتها. وإن كان في موضع فيه هوام رديئة فلتطرد ما أمكن ثم تستعمل الأدوية الطاردة والقاتلة لها مما ذكرناه. ومتى كانت حشائش وأشجار رديئة تفوح منها روائح حادة أو مؤذية فلتحرق، أو يجلس منها فوق الريح. وليتفقد الغذاء والسبب الذي يمرض منه الكثير في العسكر فتضاد وتجتنب.
في تدبير راكب البحر:
Bogga 295