The Mansuri on Medicine
المنصوري في الطب
Noocyada
من أصابه جمود من برد ولم يبلغ حد الأياس منه، فينبغي أن يسخن له موضع كنين من الريح بالوقود. ثم يدلك فيه بأيد كثيرة حارة جدا دلكا مسرعا لينا جميع بدنه خلا الرأس فإنه ينبغي أن يكمد بخرق مسخنة، حتى إذا دلك ناعما ألزم أبدانا حارة لينة تضاجعه وتماس بدنه لا سيما البطن والظهر والصدر. وليؤخذ شيء من حلتيت ومر وفلفل في شراب قوي. ومن ماء اللحم. حتى إذا رجعت إليه نفسه قليلا غذي بالأسفيذباجات وسقي شرابا ليس بالكثير. ومهد له وطىء ودثر ناعم. وأمر بطول النوم حتى إذا صلح وأفاق أدخل حماما حارا. وليطيل المكث فيه ويكثر التدلك له والتمرخ بدهن السوسن ودهن النرجس قد فتق فيهما القسط والجند بيدستر والمسك والفربيون.
في الغشي الجوعي وعلاجه:
قد يحدث للمسافرين في البرد الشديد جدا جوع شديد، ثم لا يلبثون أن يسكن ذلك عنهم، ويتخللهم غشي وسبات شديد وربما ماتوا من ذلك. فاذا بدا الجوع بهؤلاء فأغذهم من ساعتك خبزا منقعا في شراب قوي وحسهم مرق أسفيذباج دسم واسقهم شرابا قويا مسخنا قد نثر عليه شيء يسير من فلفل. فإن لم يعالجوا حتى يتخللهم الغشي، فرش عليهم الماء ورد الحار المسخن وانفخ في أنوفهم المسك والذريرة. وامسح شواربهم بالغالية والمسك. وادلك فم معدتهم وأطرافهم دلكا قويا حتى يحمر. ثم شدها شدا قويا موجعا. فاذا فاقوا من الغشي فدبرهم كما وصفنا. وان لم يفيقوا فأوجرهم الشراب وماء اللحم مرات. والزم الدلك الدائم ورش الماء. والتنبيه لهم بالنداء والصياح. وإن كانوا يسبتون فامنعهم من ذلك أشد المنع بأن تربط أيديهم وأرجلهم ربطا موجعا وتنخسهم مرة بعد مرة. وتحركهم وتهزهم وتصيح بهم. ثم اسقهم الشراب المسخن مع الفلفل واعطهم شيئا من الشجرينا أو من دواء الحلتيت. وقربهم إلى النار ومرخ أجسادهم بدهن القسط ودهن الفربيون.
في حفظ الأطراف. وتلاحق ما بدا يفسد، وعلاج ما فسد منها:
Bogga 288