The Mansuri on Medicine
المنصوري في الطب
Noocyada
ينبغي أن يتقدم في الربيع بالفصد والإسهال قبل اشتداد الحر. ويقلل فيه من الشراب وأكل اللحم والحلواء لا سيما من كان يعتاده فيه أمراض امتلائية. ويبدأ فيه بالأغذية اللطيفة المبردة التي تستعمل في الصيف. وإذا جاء الصيف فليقلل من الحركة والتعب والتعرض للشمس. وتترك الأغذية الحارة والغليظة ولا يتملى من الطعام بل يفرق أكله في مرات ويشرب الماء البارد، ويغتسل به. ويشرب السويق بالسكر المذاب والمرقق بماء الثلج كل غداة، والسكنجبين والجلاب ورب الفواكه الحامضة. ويؤكل من البوارد والبطيخ المتخذ بالأشياء الحامضة كالحصرم والسماق ويحذر الحلواء والدسم والحريف والمالح ويقتصر على الحامض والتفه. ويكثر مزاج الشراب وليتوق عتيقه وقويه. وأما في الخريف فليقل من أكل الفواكه ما أمكن ومن التعرض للشمس عند انتصاف النهار وليتوق كشف الرأس بالليل والغدوات من البرد. ويحترس من شرب الماء البارد والاغتسال به ومن التعب والجماع. ويغتسل بالماء الفاتر. ويحذر النوم في موضع يقشعر منه البدن بعد التملي من الطعام والاغتسال بالماء البارد الذي يقشعر منه البدن. ولا ينبغي أن يتعرض فيه للقيء فإنه يجلب الحمى من ساعته ولا يصابر فيه الجوع والعطش ولا يتملى فيه من الطعام ضربه. ولا من الماء: وليشرب من الشراب بالمزاج الكثير بمقدار ما يطيب به النفس ولا يمدد المعدة ولا يثقل عليها ويحرر البدن منه. ويدبر الأكثر من أموره بالتدبير الصيفي إلى أن يجيء المطر. فإذا جاء المطر فقد أمن أكثر شره. وليكن التوقي أكثر إذا كان الخريف طويلا صيفيا. وليكن الميل في الخريف إلى تسكين الأخلاط وتعديلها أكثر من الميل إلى الاستفراغ بالمسهل والفصد. وإن عرض فيها أدنى عارض فليسرع تلاحقه بالعلاج قبل أن يعظم. لأن أمراض هذا الفصل خبيثة رديئة وليكن الميل في الجملة إلى ترطيب البدن فإنه إليه في هذا الفصل أحوج منه إليه في الصيف وهذا الفصل لسوء مزاجه لا يحتمل الخطأ في التدبير والتهاون بالحمية. وأما الشتاء فإنه يحتمل الخطأ في التدبير والإكثار من الأغذية الغليظة ومن اللحم. وهو بالجملة يحفظ على الأبدان صحتها فلا يكاد يمرض فيه إلا مين خطأ عظيم. وليتوق فيه الإسهال المفرط. ويبادر إلى ما هاجت فيه من الحميات بالعلاج بالاستفراغ خاصة. فإن هذه الحميات تكون في أكثر الأمر امتلائية. وتعظم وتقوى إن لم يستفرغ البدن منها في ابتدائها . ومن كان بارد المزاج فإنه يحتمل أن يغتذي بالأغذية الحارة وبالثوم والبصل والتوابل. وأما من كان شابا حار المزاج فالأصلح أن يقلل منها أو يدعها بتة. فإنها وإن لم تجلب له علة لم تجلب له منفعة. وإن لم تجلب له في الشتاء نفسه علة حادة جلبت عليه ذلك في ابتداء الربيع وأواخره إلى أن يبادر بالفصد والإسهال وينبغي أن يبادر بذلك من كثر تخليطه في الشتاء، ومن أكثر من الأغذية والشراب فليبادر إلى الفصد من استكثر من الأغذية والشراب. وإلى الإسهال من أدمن الأغذية الرديئة.
في تدبير المرأة الحامل وحفظ الجنين:
Bogga 229