31

Al-Manaah al-Aliyah fi Bayan al-Sunan al-Yawmiyah

المنح العلية في بيان السنن اليومية

Daabacaha

مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الثالثة والعشرون

Sanadka Daabacaadda

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م

Goobta Daabacaadda

السعودية

Noocyada

الثلث الذي بعد منتصف الليل سيكون مدركًا للثُّلث الآخر في السُّدس الخامس، والنَّبي ﷺ هو الذي أرشدنا إلى هذا الوقت، كما في حديث عبد الله بن عمرو ﵄ السَّابق فقال: «وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إِلَى اللّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ ﵇، كَانَ يَنَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ» (^١)، وهو الذي أرشدنا إلى فضل الليل الآخر بأنَّ فيه نزولًا يليق بالله -جلَّ وعلا-، فيكون الجمع بين هذين الحديثين بما مضى، فمن لم يستطع انتقل إلى المرتبة الثانية في الأفضلية، فيقوم في الثُّلث الآخر من الليل. وملخَّص الكلام: أنَّ الأفضلية في وقت قيام الليل على ثلاث مراتب: المرتبة الأولى: أن ينام نصف الليل الأول، ثُم يقوم ثُلثه، ثم ينام سدسه-كما مضى- ويدلّ عليه: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄ الذي تقدَّم قريبًا (^٢). المرتبة الثانية: أن يقوم في الثُّلث الآخر من الليل. ويدلّ عليها: حديث أبي هريرة ﵁ أَنَّ رسول الله ﷺ قال: «يَنْزِلُ رَبُّنَا ﵎ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرُ لَهُ» (^٣)، وكذلك حديث جابر ﵁ وسيأتي. فإن خاف ألّا يقوم من آخر الليل انتقل إلى المرتبة الثالثة. المرتبة الثالثة: أن يصلِّي أول الليل، أو في الجزء الذي يتيسر له

(^١) رواه البخاري برقم (٣٤٢٠)، ومسلم برقم (١١٥٩). (^٢) رواه البخاري برقم (٣٤٢٠)، ومسلم برقم (١١٥٩). (^٣) رواه البخاري برقم (١١٤٥)، ومسلم برقم (٧٥٨).

1 / 38