132

Al-Manaah al-Aliyah fi Bayan al-Sunan al-Yawmiyah

المنح العلية في بيان السنن اليومية

Daabacaha

مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الثالثة والعشرون

Sanadka Daabacaadda

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م

Goobta Daabacaadda

السعودية

Noocyada

قال ابن الأثير ﵀: «مَنْ تَعارَّ منَ الليلِ». أي هبَّ من نومه، واستيقظ (^١).
وفي هذا الحديث بشارتان عظيمتان، لمن قال إذا هبَّ من نومه: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ».
الأولى: إن قال: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي»، أو دعا فإنَّ دعوته مستجابة.
الثانية: إن قام فتوضأ، وصلَّى فصلاته مقبولة.
فالحمد لله الذي منَّ علينا بهذه الفضائل والمنح، ونسأله التوفيق للعمل والإخلاص فيه.
فائدة:
اختُلف في معنى (تعارَّ) في الحديث السابق:
فقيل: انتبه. وقيل: أنَّ وفزع. وقيل: اليقظة مع صوت.
وقيل: استيقظ. وقيل: غير ذلك.
وتقدَّم قول ابن الأثير، وكذا نقله عنه ابن منظور في لسان العرب -رحمهما الله-، أنَّها بمعنى: استيقظ، وهبَّ من نومه، وكذا فسرها شيخ الإسلام: ابن تيمية ﵀ حيث قال بعد ذكره لحديث عبادة ﵁ السَّابق: «فقد أخبر أن هذه الكلمات الخمس، إذا افتتح بها المستيقظ من الليل كلامه، كان ذلك سببًا لإجابة دعائه، ولقبول صلاته، إذا توضأ بعد ذلك» (^٢).
وكذا فسرها الشيخ ابن باز ﵀ قال بعدما أورد حديث عبادة ﵁:

(^١) انظر: النهاية في غريب الأثر، لابن الأثير (ص ١٠٨) مادة: (تعر)، وانظر: أيضًا لسان العرب لابن منظور، تحت مادة: (تعر) أيضًا.
(^٢) مجموع فتاواه (٢٢/ ٤٧٩).

1 / 139