128

Al-Manaah al-Aliyah fi Bayan al-Sunan al-Yawmiyah

المنح العلية في بيان السنن اليومية

Daabacaha

مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الثالثة والعشرون

Sanadka Daabacaadda

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م

Goobta Daabacaadda

السعودية

Noocyada

سُنَن فيما يراه النائم.
ما يراه النائم لا يخلو من ثلاث أحوال جاءت في حديث أبي هريرة ﵁ عند مسلم:
١ - رؤيا صالحة، وهي بشرى من الله -عزوجل-، ولها آداب ستأتي.
٢ - رؤيا تَحزين، وهي من الشيطان، ولن تضر العبد إذا امتثل آدابها وستأتي.
٣ - أن يرى ما حدَّث به نفسه قبل نومه، فليست بشيء.
وكثيرًا ما يرى النائم في منامه أشياء تجعله يقوم إمَّا أن يظل يومه مسرورًا، أو يظل مهمومًا قلقًا، وفي سُنَّة النَّبيُّ ﷺ ما يجعل العبد دائمًا مطمئنًا على أيَّة حال، وأي مرأى رآه، ولكنها الغفلة عن سُنَّة النَّبيّ ﷺ، فتجد كثيرًا ممّن يرى ما يكره يقلق، ويبذل قصارى جهده للوصول إلى معبِّرٍ يُعَبِّر له ما رآه -في زمن كثر فيه المعبِّرون على خلاف عصور السلف الفاضلة-، وربما وجدت ذلك الرائي يصل به الحد؛ لأن يسأل عن تفاصيل، وربما ترجَّى من يعبِّر له بأن يطمئنه، مع جزمه بصواب ما قد يُعبَّر له إلى غير ذلك من المحاذير في هذا الأمر -وليس هذا موطن ذكرها، وقد ذكرت شيئًا منها في رسالةٍ أسميتها (يا صاحب الرؤيا تمهل) -، ومن عرف سُنَّة النَّبيّ ﷺ في ذلك لم يصبه ذلك الهلع، والخوف؛ لإيقانه بفضائل هدي خير المرسلين ﷺ.
فمن السُّنَن في هذا الباب، ما جاء في هذه الأحاديث:
عن أبي سلمة ﵁ قال: إِنْ كُنْتُ لأَرَى الرؤْيَا تُمْرِضُنِي، قَالَ

1 / 135