= فأذن له، فرأيت أمراً فظيعاً، فقلت في نفسي: والله لأتكلمنّ، فلعله أن ينجو! فقلت: يا أمير المؤمنين اسمع مقالتي! فقال لي: قل. فقلت: إن أباك حدثني عن جدك عن ابن عباس عن رسول الله ﷺ أنه قال: (إذا كان يوم القيامة، ينادي منادي من بطنان العرش: ليقم من أعظم الله أجره. فلا يقوم إلا من عفا عن ذنب أخيه) فاعف عنه! عفا الله عنك يا أمير المؤمنين. فقال لي: آلله إن أبي حدثك عن جده عن ابن عباس عن رسول الله ﷺ؟ فقلت: آلله إن أباك حدثني عن جدك عن ابن عباس عن النبي ﷺ. فقال: صدقت إن أبي حدثني عن جدي عن ابن عباس عن رسول الله ﷺ بهذا، يا غلام! أطلق سبيله. فأطلق سبيله، وأمر أن أوَلَّى القضاء.
هذا الإسناد إلى عمر بن حبيب العدوي القاضي، ظلمات بعضها فوق بعض.
رجال الإسناد:
* عمر بن حبيب العدوي القاضي، ضعفه ابن معين وكذبه مرّة، وقال الأثرم: («سمعت أبا عبد الله ذكره فقال: قدم علينا ها هنا، ولم نكتب عنه حرفاً، وكان مستخفاً به جداً)). تهذيب التهذيب (٧٠٧) وضعفه ابن حجر في التقريب (٤٨٧٤).
* أبو العباس الكديمي هو محمد بن يونس بن موسى البصري، متهم بالكذب وسرقة الحديث، له ترجمة في الجرح والتعديل (٨٥/٨) والكامل لابن عدي (٢٩٣/٦).
* الحسين بن القاسم الكوكبي، قال عنه ابن حجر في لسان الميزان (٢/ ٣٠٩): ((أخباري مشهور، رأيت في أخباره مناكير كثيرة بأسانيد جياد ... )).
* أحمد بن محمد بن عمران المعروف بابن الجندي، شيعي كذاب، له ترجمة في لسان الميزان (٢٨٨/١).
* محمد بن عبد الرحيم المازني، لم أقف له على ترجمة مستقلة، لكن عرفت من شيوخه: أحمد بن سليمان بن داود الطوسي، والحسين بن القاسم الكواكبي، ويشترك مع الدارقطني في شيخين هما: عبيد الله بن أحمد بن عبد الله التيمي، وعثمان بن جعفر بن محمد بن الليان الأحول، فهو إذاً من طبقة الدارقطني، وروى عن المازني: القاضي أبو القاسم التنوخي. =