Al-Maghribiyya fi Sharh al-'Aqida al-Qayrawaniyya

Abdul Aziz al-Tarefe d. Unknown
17

Al-Maghribiyya fi Sharh al-'Aqida al-Qayrawaniyya

المغربية في شرح العقيدة القيروانية

Daabacaha

دار المنهاج للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٨ هـ

Goobta Daabacaadda

الرياض - المملكة العربية السعودية

Noocyada

أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ [طه: ١٣١]، والتوسُّعُ بالمتعةِ العاجلةِ يُنسِي النعيمَ الآجِلَ؛ كما قال تعالى: ﴿وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا﴾ [الفرقان: ١٨]. وسَيْرُ الإنسانِ لتحقيقِ المتعةِ الدنيويَّةِ والاكتفاءُ بذلك، قَدْرٌ يُشارِكُهُ فيه الحيوانُ؛ كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ﴾ [محمد: ١٢]، بل إنَّ الحيوانَ أكمَلُ في تحقيقِ كمالِ متعتِهِ مِن الإنسان، ولكنَّ اللهَ اختصَّ الإنسانَ بالعبوديَّة له؛ وهي التي يُفارِقُ الإنسانُ بها الحيوان؛ ولهذا فإنَّ اللهَ إذا ذكَرَ الإنسانَ في القرآنِ ذكَرَهُ مذمومًا، وإذا وصفَهُ بالإيمانِ مدَحَهُ. وقد أنزَلَ اللهُ الوحيَ ليحفظَ العقولَ مِن سطوةِ النفوسِ واستبدادِها على الإنسان. * فضلُ قُرْبِ الزمانِ والمكانِ الأوَّلِ: وأصحُّ الناسِ اعتقادًا وأسلَمُهم فهمًا: أصحابُ القرونِ الثلاثةِ الأُولى؛ لقولِهِ ﷺ: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)، وقد أنزَلَ اللهُ الوحيَ على نبيِّه ﷺ بلسانٍ عَرَبيٍّ مُبِين، وكان وضعُهُ على وضعِ قُرَيْشٍ ولسانِهم، وأقرَبُ الناسِ إلى الحَقِّ وفهمِهِ: مَن تحقَّق فيه القُرْبانِ مِن الوحيِ: القربُ الأوَّلُ: قربُ الزمان. والقربُ الثاني: قربُ المكان. وقد كان طُلَّابُ الحقِّ في القرونِ الأُولى يعظِّمونَ أهلَ الفقهِ في الحجاز، ويقدِّمونَ فَهْمَهم:

1 / 21