274

Al-Lama' Al-'Azizi Commentary on Al-Mutanabbi’s Diwan

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

Tifaftire

محمد سعيد المولوي

Daabacaha

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Noocyada

وقوله:
ورمى وما رمتا يداه يداه فصابني ... سهم يعذب والسهام تريح
يقول: رماني بسهم عذبني ولم يقتلني، والسهام تريح؛ أي: بعضها يصمي الرمية، وهذا نحو من قوله النابغة: [الكامل]
في إثر غانيةٍ رمتك بطرفها ... فأصاب قلبك غير أن لم تقصد
والمشهور من كلامهم: أصابه السهم، وقد حكي: صابه، فإن أخذ من قولهم: صابتهم السحابة؛ إذا أمطرتهم، فهو من ذوات الواو؛ لأنهم يقولون: صاب المطر يصوب، وقد حكي: صاب السهم يصيب.
وقوله:
قرب المزار ولا مزار وإنما ... يغدو الجنان فنلتقي ويروح
الجنان: القلب، سمي بذلك لاستتاره في الجسد، وكل كلمة في كلامهم مبنية من جيم ونون مشدودة فهي مأخوذة من: جننت الشيء؛ إذا سترته، فيجوز أن يعني غدو قلبه دون قلب صاحبه، ويحتمل أن يعني القلبين معًا؛ لأن الجنان يحتمل في هذا الموضع أن يعنى به الواحد والاثنان، وقالوا: جنان الليل، وجنونه، يعنون ظلامه؛ لأنه يستر، فهذا ضدر قولهم للقلب: جنان؛ لأن القلب سمي بذلك من قبل استتاره، وبيت دريدٍ ينشد على وجهين:
فلولا جنان الليل أدرك ركضنا ... بذي الرمث والأرطى عياض بن ناشب
ويروى: جنون الليل.

1 / 277