136

Al-Lama' Al-'Azizi Commentary on Al-Mutanabbi’s Diwan

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

Baare

محمد سعيد المولوي

Daabacaha

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Noocyada

ثلةً»، ووصفوا الريح بالخرقاء؛ لأنها تقوض البيوت، وتزيل الحظائر، ونحو ذلك. وفسروا قول علقمة على وجهين: [البسيط]
هيق كأن جناحيه وجؤجؤه ... بيت أطافت به خرقاء مهجوم
فقيل: أراد بالخرقاء امرأةً، وقيل: ريحًا.
وقوله:
محامد نزفت شعري ليملأها ... فآل ما امتلأت منه ولا نضبا
يقال: نزفت ما في البئر إذا استقصيت أخذه. وآل: أي رجع. وكان أبو الفتح بن جني ﵀ يتأول هذا البيت على معنى إذا اعتقده وجب أن يروي: وما نضبا. ويفسر الغرض بأن الشاعر أراد بقوله: ما امتلأت منه الذي امتلأت، وأنه وصف شعره بأنه لم ينضب، وفي هذا طعن على الممدوح؛ لأنه وصف المحامد بالامتلاء من الشعر. وإذا روي: ولا نضبا، فالمعنى أن محامده لم تمتلئ، وأن شعره لم ينضب، فهو مدح للمحامد وللشعر، وإذا رويت: وما نضبا، فهو يؤدي المعنى الذي تؤديه لا، ولكنه أشبه بها من ما.
وقوله:
لما أقمت بأنطاكية اختلفت ... إلي بالخبر الركبان في حلبا
أنطاكية: بلد قديم، وقد ذكرته العرب في أشعارها، وقيل: إنهم كانوا يقولون لمن جاء من الشام، ولما جلب من متاعه: أنطاكي، ومنه قول امرئ القيس: [الطويل]
علون بأنطاكيةٍ فوق عقمةٍ ... كجرمة نخلٍ أو كجنة يثرب

1 / 139