16

اللآلي المرجانية في شرح القلائد البرهانية

اللآلي المرجانية في شرح القلائد البرهانية

أي: فلا قتال.

كما جاء حذفها في النثر أيضاً بكثرة وبقلة فالكثرة عند حذف القول معها كقوله تعالى ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ أي فيقال لهم أكفرتم بعد إيمانكم.

والقليل ما كان بخلافه كقوله: (أما بعد ما بال رجال يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله) هكذا وقع في صحيح البخاري (ما بال) بحذف الفاء والأصل أما بعد فما بال رجال فحذفت الفاء.

قال ابن مالك رحمه الله تعالى في ألفيته:

وحذف ذي الفاء قل في نثر إذا لم يكن قول معها نبذا

قوله [العلم] العلم: يطلق على إدراك الشيء على ما هو عليه في الواقع، ويطلق على حكم الذهن الجازم المطابق للواقع؛ وهذا هو العلم الضروري أي الذي لا يحتاج في تحصيله إلى دليل.

ويطلق على حكم الذهن الجازم المطابق لموجب أي دليل. وهو المراد هنا سواءً وافق الواقع أم لا، و(أل) فيه للعموم والاستغراق حتى يشمل كل علم.

قوله [ذي الفرائض] ذي اسم إشارة للقريب.

والفرائض في اللغة: جمع فريضة؛ بمعنى مفروضة مأخوذة من الفرض وله في اللغة معانٍ منها:

الحز ومنه فرض القوس وهو الحز الذي يقع في طرفه حيث يوضع الوتر.

القطع يقال فرضت لفلان كذا من المال أي قطعت له شيئاً من المال ونحوه.

التقدير ومنه قوله تعالى ﴿فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ﴾ أي قدرتم وسمّيتم.

الإنزال ومنه قوله تعالى ﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾ أي أنزله عليك.

التشريع والتبيين ومنه قوله تعالى ﴿قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ﴾ أي شرع لكم تحلة أيمانكم وبين لكم ذلك.

الإباحة والإحلال ومنه قوله تعالى ﴿مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ﴾ أي فيما أحل الله له.

البيان كقوله تعالى ﴿سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا﴾.

ومن معاني الفريضة الآتي:

الواجب فمن دلالتها على معنى الواجب قوله تعالى ﴿فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً﴾ أي مفروضة لازمة.

16