151

Al-Khitaba - University of Madinah

الخطابة - جامعة المدينة

Daabacaha

جامعة المدينة العالمية

Noocyada

بسم الله الرحمن الرحيم الدرس التاسع (نماذج من خطب الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة والتابعين) نماذج من خطب الخلفاء الراشدين الأربعة إنّ الحَمْدَ لله، نحْمده ونستَعينه ونستغفره، وأشهد أنّ لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، أما بعد: ف كان الخلفاء الراشدون الأربعة -أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ﵃ أجمعين- في الذروة من الفصاحة والبلاغة، إذ سرى في نفوسهم بيان القرآن بترغيبه وترهيبه، وبيان الرسول ﷺ بمواعظه وتشريعاته، وتَسَرّب هذا البيانُ إلى أجزاء نفوسهم، وأخذ بمجامع قلوبهم، وكان أبو بكر ﵁ أول من أسلم من الرجال وكان أحب رفيق إلى الرسول ﷺ وألصق أصحابه به، وقد نوه القرآن الكريم بذكره ﵁ قال الله ﵎: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾ (الليل: ٥ - ٧). وفي أبي بكر ﵁ قال قال الله تعالى: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ (التوبة: ٤٠)، وفيه ﵁ قال الله ﵎: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (النور: ٢٢). وأبو بَكرٍ ﵁ كان خيرَ مَنْ يُمَثّل المُسلم بأخلاقه وفضائله، وحميته للدين وتأثره بهدي القرآن الكريم، ورسول الله ﷺ تأثرًا استحوذ على كل نفسه؛ فإذا لِسَانُه يتدفق تدفق السيل، بما اسْتَشْعَر من معاني الإسلام وقيمه الروحية، وقد أُثِرَت عنه ﵁ خطب كثيرة تدل دلالة واضحة على شدة شكيمته في الدين، ويقظته وصدق حسه، وأنه حقًّا كان أجدر أصحاب رسول الله ﷺ بخلافته. فمن ذلك أنه لما انتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى اضطرب الناس وماجوا وقالوا وقال معهم عمر بن الخطاب ﵃ جميعًا-: إنّ الرسول لم يمت. أقبل أبو بكر ﵁

1 / 171