Al-Kharaj
الخراج
Baare
طه عبد الرءوف سعد، سعد حسن محمد
Daabacaha
المكتبة الأزهرية للتراث
Lambarka Daabacaadda
طبعة جديدة مضبوطة - محققة ومفهرسة
Sanadka Daabacaadda
أصح الطبعات وأكثرها شمولا
فصل: أَهْلُ الْقُرَى وَالأَرَضِينَ وَالْمَدَائِنُ وَأَهْلُهَا وَمَا فِيهَا
وَأَمَّا أَهْلُ الْقُرَى وَالأَرَضِينَ وَالْمَدَائِنُ وَأَهْلُهَا وَمَا فِيهَا فَالإِمَامُ بِالْخِيَارِ: إِنْ شَاءَ تَرَكَهُمْ فِي أَرْضِهِمْ وَدُورِهِمْ وَمَنَازِلِهِمْ وَسَلَّمَ لَهُمْ أَمْوَالَهُمْ وَوضع عَلَيْهِم الْجِزْيَة، وَالْخَارِج مَا خَلا الرِّجَالَ مِنْ عَبَدَةِ الوثان مِنَ الْعَرَبِ خَاصَّةً؛ فَإِنَّهُ لَا يُقْبَلُ مِنْهُمُ الْجِزْيَةَ إِنَّمَا هُوَ الإِسْلامُ أَوِ الْقَتْلُ.
وَلا خُمُسَ فِيمَا أَفَاءَ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى، أَلا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ ﷿ فِي كِتَابِهِ: ﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾ [الْحَشْر: ٧]، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ﴾ [الْحَشْر: ٨]، ثُمَّ قَالَ: ﴿وَالَّذِينَ تبوأوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ [الْحَشْر: ٩]، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ﴾ [الْحَشْر: ١٠]، فَصَارَ فِي الْقُرَى هَؤُلاءِ جَمِيعًا، وَهَذَا فِي غَيْرِ غَنِيمَةِ الْعَسَاكِرِ، وَقَدْ تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنَ الْقُرَى مَا لَمْ يُقْسَمْ.
وَقَدْ ظَهَرَ عَلَى مَكَّةَ عُنْوَةً، وَفِيهَا أَمْوَالٌ فَلَمْ يُقَسِّمْهَا وَظَهَرَ عَلَى قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ، وَعَلَى غير دَار من ندور الْعَرَبِ؛ فَلَمْ يُقَسِّمْ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ غَيْرَ خَيْبَرَ؛ فَلِذَلِكَ كَانَ الإِمَام بِالْخِيَارِ إِن قَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَحَسَنٌ، وَإِنْ تَرَكَ كَمَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ غَيْرَ خَيْبَرَ فَحَسَنٌ.
وَقَدْ تَرَكَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ السَّوَادَ وَهَذِهِ الْبِلْدَانُ مِنَ الشَّامِ وَمِصْرَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنَّمَا افْتُتِحَ عُنْوَةً؛ وَإِنَّمَا كَانَ الصُّلْحُ مِنْ ذَلِكَ فِي أَهْلِ الْحُصُونِ؛ فَأَمَّا الْبِلْدَانُ فَحَازُوهَا وَظَهَرُوا عَلَيْهَا عُنْوَةً فَتَرَكَهَا عُمَرُ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ وَلِمَنْ يَجِيء مِنْ بَعْدِهِمْ، وَرَأَى الْفَضْلَ فِي ذَلِكَ. وَكَذَلِكَ الْإِمَامُ يَمْضِي عَلَى مَا رَأَى مِنْ ذَلِكَ بَعْدَ أَن يحْتَاط للْمُسلمين وَالدّين١.
_________
١ أَي مَا يكون الْأَصْلَح لَهُم وَلمن يَأْتِي بعدهمْ.
1 / 81