The Brilliant Stars: Merits of the Diligent Ibn Taymiyyah

Murad al-Karmi d. 1033 AH
16

The Brilliant Stars: Merits of the Diligent Ibn Taymiyyah

الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية

Baare

نجم عبد الرحمن خلف

Daabacaha

دار الغرب الإسلامي

Sanadka Daabacaadda

1406 AH

خطبٌ دنا فبكى له الإِسلام وبكتْ لعظمِ بكائهِ الأيامُ

ومنها أيضاً:

وبكتْ لهُ الأرضُ الجليدةُ بعدما أضحى عليها وحشةٌ وقِتَامُ

وتزلزلتْ كلُّ القلوب لفقده وتواترت من بعده الآلام

وتفجع الدينُ القويمُ لفقده وبقى غريباً يُبتلى ويُضامُ

ويقول أيضاً واصفاً شيخ الإِسلام:

فالأمرُ بالمعروفِ يُفقد بعده والفاعلونَ النُّكر ليسَ يُلاموا(١)

وهذا الجندي الذي فاضت مشاعره الإِيمانية بهذه الأبيات المعبرة ما هو إلّ تلميذ من تلاميذ ابن تيمية، أحسن الشيخ تربيته وتوجيهه فكان رِثاؤه لشيخه، وحزنه عليه منبعثاً من حزنه على هذا الدين الذي افتقد إماماً آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر.

فالأمرُ بالمعروفِ يُفقدُ بعده والفاعلونَ النُّكر ليس يُلاموا

وهذه المسألة توقفنا على شمول مدرسة ابن تيمية، وأنه لم يقتصر في تربيته وتوجيهه على الصفوة من طلبة العلم، وأهله. وإنما كان يهتم بفصائل المجتمع الإسلامي وطبقاته دون استثناء فيتعهد الجميع بالتربية والإصلاح.

وقد برز اهتمام شيخ الإِسلام بالجند يوم وقعة ((شقحب)) التي هزم الله بها التتار على أيدي المسلمين، فكان يعظ الجند، ويتلو عليهم القرآن، ويقرأ عليهم الأحاديث، ويحثهم ويثبتهم، ويعبئهم نفسياً وعسكرياً. حتى تحولوا بهذا التوجيه خلقاً آخر، مغايراً لما كانوا عليه من التخلف والخذلان والهزيمة، فارتقوا بهذه المعاني الخالدة - التي نفخها فيهم شيخُ الإِسلام - إلى مواقع النصر والفاعلية. وكان ابن تيمية في مقدمتهم يترجم مواعظه ودروسه إلى مواقف، وعمل مشهود. حتى صنع الله بهم قدره المبارك في

(١) المصدرين السابقين.

16