9

الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة

الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة

Baare

محمد عوامة وأحمد محمد نمر الخطيب

Daabacaha

دار القبلة للثقافة الإسلامية ومؤسسة علوم القرآن

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1413 AH

Goobta Daabacaadda

جدة

وقبل النقلة إلى دراسة منهج الكتاب، أرى من الماسب أن أعرض لامر اختلفت فيه عبارات من ذكر " الكاشف "، وهو: هل " الكاشف " مختصر من " تهذيب الكمال " مباشرة، أو من " تذهيب تذهيب الكمال ". قال المصنف ﵀ في عنوان الكتاب: " كتاب الكاشف ي معرفة م له رواية في الكتب الستة. اقتضبه محمد بن أحمد بن عثمان ابن الذهبي من تهذيب الكمال ". ثم قال في مقدمته: " هذا مختصر نافع ... متضب من تهذيب الكمال ". ومن هنا قال الحافظ في مقدمة " تهذيبه " ١: ٣ وهو يثني على " تهذيب الكمال ": " هو الذي الذي وفق بين اسم الكتاب ومسماه ...، ولكن قصت الهمم عن تحصيله لطوله، فاقتصر بعض الناس على الكشف من " الكاشف " الذي اختصره منه الحافظ أبو عبد الله الذهبي ". أما غيره من العلماء فكلامهم متجه إلى أن " الكاشف " مختصر من " تذهيب التهذيب ". قال ذلك الصلاح الصفدي في " الوافي " ٢: ١٦٤ - على احتمال فيه - والتاج السبكي في " طبقاته الكبرى " ٩: ١٠٤، وابن العماد في " شذرات الذهب " ٦: ١٥٥، والبرهان سبط ابن العجمي في مقدمة " نهاية السول، ولفظه المقصود منه: " كتاب التذهيب للحافظ أبي عبد الله الذهبي ...، وكتاب " الكاشف " مختصره ... ". ومنهم السيوطي ﵏ جميعا - في " ذيل تذكرة الفاظ " ص ٣٤٨ قال وهو يعدد مصنفات الذهبي: " ومختصر " تهذيب الكمال " و" الكاشف " مختصر ذلك ". فهؤلاء خمسة من العلماء السابقين يقولون: إن " الكاشف " مختصر من " التذهيب ". والامر أبسط من أن يحتاج إلى عرض المشكلة ثم حلها، فهو أيسر من ذلك، غاية ما في الامر أن المصنف قال: إنه مقتضب من " تهذيب الكمال " باعتبار الاصل الاول، ومن قال: إنه مقتضب من " تذهيبه " فقد لا حظ الواقع والتسلسل الصنيفي، فكتاب المزي أصل الكتابين، وهما مختصارن منه، " الكاشف " جاء اختصارا ثانيا بعد " التذهيب " فهو فرع عنه. وقد لا حظت في أكثر من موضع أن الوهم يحصل للمصنففي الكتابين معا، فكنتأعلق على هذه الظاهرة بان المصنف استخرج " الكاشف " واستخلصه من " التذهيب " ١) . وقد جزم الدكتور بشار عواد في كتابه عن " الذهبي " ص ٢٢٨، ومقدمة " تهذيب الكمال " ص ٥٤ بان " الكاشف " مختصر من كتاب المزي، ووهم من قال خلاف ذلك، محتجا بقول الذهبي الذي قدمته، وب " أن " الكاشف " اقتصر على رجال الستة، في حين كان " التذهيب " كاصله، قد شمل رجال الكتب الستة وغيرها من التواليف ". قلت: أما احتجاجه بتصريح الذهبي: فلا خلاف فيه، وأما احتجاجه بان " الكاشف " اقتصر على رجال الست،، وأن " التذهيب " فيه زيادة، وبناء على هذا فلا يصح أن يكون الكاشف " مختصرا من " التذهيب ": فكلام غريب! إذا كان هذا الفارق بين الكتابين سببا لا ستبعاد اختصار الاول من الثاني، فينبغي أن يستبعد أكثر وأكثر اختصار " الكاشف " من " تهذيب الكمال " والله أعلم.

1 / 12