Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah

Abd al-Hadi al-Umari d. Unknown
64

Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah

الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -

Noocyada

وكانت بصائرهم أيضًا أنفذ (١). ولذا فقد أثنى المولى جل وعلا عليهم جميعًا، وسوّى بين من مات في سبيل الله أو مات حتف أنفه، فقال: [وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ، لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ] الحج ٥٩،٥٨. وقيل في سبب نزولها: أنه لما مات عثمان بن مظعون وأبو سلمة، قال بعض الناس: من قتل في سبيل الله أفضل ممن مات حتف أنفه، فزلت هذه الآية مسوّية بينهم، وأن الله سبحانه يرزقهم جميعًا رزقًا حسنًا (٢). ١١) أجزم أن كل أية شريفة في كتاب الله ﷿ فيها وصف حسن، وخُلق كريم، وفضل عظيم، فإن أصحاب النبي ﷺ أولى به وأسرع القوم إليه، والشواهد على ذلك كثيرة منها: أ): قوله ﷾: [لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ

(١) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ٤/ ٣٢٨، القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، ٧/ ٢٠٧،، الشوكاني: فتح القدير: ٤/ ٢٣١، السعدي: تيسير الكريم الرحمن: ٧٧٩،. (٢) ابن كثير: مرجع سابق: ٣/ ٢٤٢، القرطبي: مرجع سابق: ١٢/ ٨٣، أبو حيان: مرجع سابق: ٧/ ٥٢٨

1 / 71