Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah
الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -
Noocyada
وفي رواية: قالت عائشة: دخل علي رسول الله ﷺ ذات يوم وهو مسرور فقال: يا عائشة ألم تري أن مجززًا المدلجي دخل علي فرأى أسامة وزيدًا وعليهما من قطيفة قد غطيا رؤوسهما، وبدت أقدامهما فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض.
كان مجزز قائفًا، وكانت القيافة فيهم وفي بني أسد، والعرب تعترف لهم بذلك وليس ذلك خاصا بهم على الصحيح، فإن عمر بن الخطاب كان قائفًا، وعمر قرشي.
وقال الإمام ابن قدامة: كان أياس بن معاوية قائفًا، وكذا قيل في شريح القاضي. وقال الزبير بن بكار: قيل له: مجزز؛ لأنه كان إذا أخذ
أسيرًا حلق لحيته، وقال غيره: جز ناصيته، ولم يكن اسمه مجززًا، وإنما غلب ذلك عليه.
وأما القيافة أحد علوم العرب الثلاثة: السياقة والعيافة والقيافة.
- فأما السياقة: فهي شم تراب الأرض فيعلم بها الاستقامة على الطريقة أو الخروج منها.
- وأما العيافة: فهي زجر الطير، والطيرة والتفاؤل بها وما قارب ذلك، وفي الحديث: العيافة والطرق من الجبت: والطرق: الرمي بالحصى.
- وأما القيافة: فهي اعتبار الاشباه لإلحاق الأنساب، فالقائف: هو الذي يعرف الشبه ويميز الأثر.
وقد أطال الإمام الهمام ابن القيم في ذكر خلاف العلماء في العمل
1 / 299