258

Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah

الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -

Noocyada

تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك (١)
وفي رواية عند الإمام أحمد: قلت يا أبا الحسن ما هذا؟ فقال: ألم تر إلى هذه الوصيفة، فإنّها صارت في الخمس، ثم صارت في آل محمد، ثم صارت في آل علي فوقعت بِها. وفي رواية: فإذا النبي قد أحمر وجهه يقول: (من كنت وليه فعلي وليه).
وهنا لماذا أبغض بريدة عليًا؟ قال الحافظ ابن حجر: قال أبو ذر الهروي: إنما أبغض الصحابي عليًا لأنه رآه أخذ من المغنم، فظن أنه غلّ، فلما أعلمه النبي ﷺ أنّه أخذ أقل من حقه أحبه.
قال الحافظ: وهو تأويل حسن، ولكن يبعده صدر الحديث الذي أخرج أحمد، فلعل سبب البغض كان لمعنى آخر، وزال بنهي النبي ﷺ لهم عن بغضه (٢)
وأخرج الإمام اللالكائي بسنده: أنه وقع بين أسامة بن زيد وعلي تنازع قال: فأتيت النبي ﷺ قال: فذكرت ذلك له فقال: يا علي: - يقول هذا لأسامة - فو الله إني لأحبه، وقال لأسامة: - يقول هذا لعلي - فمن كنت

(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب بعث علي بن أبي طالب (٣٧٣٤)، اللالكائي: مرجع سابق: ٨/ ١٤٥٨
(٢) ابن حجر: فتح الباري: ٧/ ٦٦٥، العيني: عمدة القاري: ١٢/ ٣١٩، انظر: القرطبي: ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: ١٢٢

1 / 269