256

Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah

الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -

Noocyada

وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدءوا برسول الله ﷺ فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم، فلما قدمت السرية سلموا على النبي ﷺ، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر إلى ما صنع علي صنع كذا وكذا، فأعرض عنه رسول الله ﷺ ثم قام الثاني فقال مثل مقالته فأعرض عنه، ثم قام الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا، فأقبل إليه الرسول ﷺ والغضب يُعرف في وجهه فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليًا مني وأنا منه.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان (١)
ومعنى قوله: علي مني وأنا منه: أي في النسب والصهر والمسابقة والمحبة، وغير ذلك من المزايا، ولم يرد محض القرابة، وإلا فجعفر شريكه فيها (٢).
يُنبه إلى أنه جاء في هذا الحديث زيادة لا تصح وهي قوله (وهو ولى كل مؤمن من بعدي)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: كذب على رسول الله ﷺ، بل هو في حياته وبعد مماته ولي كل مؤمن، وكل مؤمن وليه في المحيا والممات. ثم قال: وقول القائل: علي ولي كل مؤمن بعدي كلام يمتنع نسبته إلى النبي ﷺ، فإنه

(١) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب المناقب باب في مناقب علي بن أبي طالب (٣٧٢١)
(٢) المباركفوري: تحفة الأحوذي: ١٠/ ١٩٨

1 / 267