Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah
الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -
Noocyada
شتم عثمان ثلاثين سوطًا، وضرب من سبّ معاوية أسواطًا (١) وهو محمول على ما لا يوجب قدحًا في عدالة الصحابة أو دينهم - على ما سبق -.
وقد أفتى الإمام مالك: بأن من سب الصحابة ﵃ أنه لا سهم له من الفيء مع المسلمين (٢).
وروي أبو عروة الزبيري من ولد الزبير: كنا عند مالك بن أنس، فذكروا رجلًا ينتقص أصحاب رسول الله ﷺ، فقرأ مالك هذه الآية: [مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ] حتى بلغ [لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ]، فقال مالك: من أصبح من الناس وفي قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله ﷺ فقد أصابته هذه الآية.
قال الإمام القرطبي: لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله، فمن نقص واحدًا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين، وأبطل شرائع المسلمين.
ثم قال: وهذا كله مع علمه ﵎ بحالهم، ومآل أمرهم، ثم قال: فهو - عقبة بن عامر الجهني - ممن مدحهم الله ووصفهم وأثنى عليهم ووعدهم مغفرة وأجرًا عظيمًا، فمن نسبه أو واحدًا من الصحابة إلى كذب فهو خارج عن الشريعة مبطل للقرآن، طاعن على رسول الله ﷺ، ومن ألحق واحد منهم تكذيبًا فقد سب، لأنه عار، ولا عيب بعد الكفر بالله أعظم من
(١) اللالكائي: مرجع سابق: ٧/ ١٣٣٧
(٢) اللالكائي: مرجع سابق: القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ١٨/ ٣١
1 / 173