عملي في التحقيق
نظراً لأهمية هذه الرسالة وإحساسي الصادق بحاجة المسلمين الماسة لها اليوم مع عموم الجهل حيث إن عملي كإمام مسجد جعلني أحس بهذه المشكلة فتجد كثيرين من المؤتمين إذا بدأ الإمام بالقراءة انشغلوا عنه بقراءة الفاتحة مما يشوش على الإمام وعلى المؤتمين خلفه وذلك كله للخلاف في مسألة القراءة خلف الإمام وإيجاب بعض العلماء قراءتها حتى في الصلاة الجهرية مما وجدته يتعارض مع ما في جهر الإمام بالقراءة من مصلحة إذ لا فائدة من قراءة الإمام حيث إن المؤتمين مشغولون عنه بالقراءة.
وقد يقول قائل: إذن يسكت الإمام سكتة تسمح للمؤتم أن يقرأ الفاتحة.
والجواب؛ كما ستجده مبسوطاً في هذه الرسالة المباركة وهو: إن هذه السكتة لم يشرعها النبي ﷺ فلا شك في بدعيتها إذ لا إيجاب بعد وفاة النبي ﷺ ومن استحسن فقد شرع فلما لم يسكت النبي ﷺ هذه السكتة، ولم يفعلها أحد من أصحابه علمنا بدعيتها.
فوجدت ضرورة إخراج هذه الرسالة لتكون في متناول الأيدي وكان عملي فيها:
تصحيح النص وخاصة التحريفات التي في أسانيد الأحاديث التي نقلها شيخ الإسلام من رسالة البخاري.
تخريج الآيات القرآنية وضبطها.
تخريج الأحاديث النبوية والحكم عليها إذا كانت من خارج الصحيحين إذ لا فائدة من ذكر حكمها لأن ذلك مما اجتمعت عليه الأمة فجمهور أحاديث الصحيحين صحيح وإني لم أقصد الإكثار من الطرق إلا لتطمئن النفس لصحة الحديث أو ضعفه.