هذا أحد عن أحد من الصحابة أنهم كانوا في السكتة الثانية خلفه يقرأون الفاتحة، مع أن ذلك لو كان مشروعا لكان الصحابة أحق الناس بعلمه، وعمله، فعلم أنه بدعة.
وأيضاً فالمقصود بالجهر استماع المأمومين، ولهذا يؤمنون على قراءة الإمام في الجهر دون السر، فإذا كانوا مشغولين عنه بالقراءة فقد أُمِرَ أن يقرأ على قوم لا يستمعون لقراءته، وهو بمنزلة أن يُحَدِّث من لم يستمع لحديثه، ويخطب من لم يستمع لخطبته، وهذا سفه تنزه عنه الشريعة. ولهذا روي في الحديث: «مثل الذي يتكلم والإمام يخطب كمثل الحمار يحمل أسفاراً» (١) فهكذا إذا كان يقرأ والإمام يقرأ عليه.
***
(١) ضعيف أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (١ / ٤٦٣) وأحمد في المسند (١ / ٢٣٠) عن ابن عباس وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف.