فقال : صدق سمرة ، رواه أحمد (١) . واللفظ له وأبو داود وابن ماجه، والترمذي (٢)، وقال . حديث حسن (٣) .
وفي رواية أبي داود (٤): (( سكتة إذا كبر. وسكتة إذا فرغ من ﴿غيرِ المغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لاَ الضَّالِّينَ﴾ وأحمد رجح الرواية الأولى ، واستحب السكتة الثانية ؛ لأجل الفصل . ولم يستحب أحمد أن يسكت الإمام لقراءة المأموم، ولكن بعض أصحابه استحب ذلك، ومعلوم أن النبي ﷺ لو كان يسكت سكتة تتسع لقراءة الفاتحة ، لكان هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله ، فلما لم ينقل هذا أحد علم أنه لم يكن .
والسكتة الثانية في حديث سمرة قد نفاها عمران بن حصين ، وذلك أنها سكتة يسيرة ، قد لا ينضبط مثلها ، وقد روي أنها بعد الفاتحة . ومعلوم أنه لم يسكت إلا سكتتين ، فعلم أن إحداهما طويلة والأخرى بكل حال لم تكن طويلة متسعة لقراءة الفاتحة .
وأيضاً فلو كان الصحابة كلهم يقرأون الفاتحة خلفه إما في السكتة الأولى وإما في الثانية لكان هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله ، فكيف ولم ينقل
(١) في المسند (٥ / ٧، ١١، ١٢، ١٥، ٢٠، ٢١، ٢٢، ٢٣).
(٢) أخرجه أبو داود (٧٧٧، ٧٧٨، ٧٧٩، ٧٨٠) والترمذي (٢٥١) وحسنه وابن ماجه (٨٤٤، ٨٤٥). وعبد الرزاق (٢٧٩٢)، (٢٨٢٠). والدارمي (١٢٤٦) وابن حبان (٤٤٨) موارد، والدارقطني (١ / ٢٠٩) والبخاري في جزء القراءة (٢٧٧، ٢٧٨)، (٣٣) وابن خزيمة (١٥٧٨) والدارقطني (١ / ٣٣٦) .
(٣) وقال العلامة أحمد شاكر رحمه الله: هو حديث صحيح رواته ثقات وإنما حسنه الترمذي للنزاع في سماع الحسن من سمرة وقد سبق أن تكلمنا في ذلك وأثبتنا سماعه منه . قلت : هو في تخريج سنن الترمذي (٢ / ٣٨٣) .
قلت : بل إسناده ضعيف لعنعنة قتادة والحسن البصرى وقد قيل : إنه لم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة كذا رجح الأستاذ الألباني وعبد القادر الأرناؤوط .
(٤) رقم (٧٧٩) .