Al-Ibanah 'an Asbab al-I'anah 'ala Salat al-Fajr wa Qiyam al-Layl
الإبانة عن أسباب الإعانة على صلاة الفجر وقيام الليل
Noocyada
هم الرجالُ فلا يُلهيهمُ لعبُ ... عن الصلاةِ ولا أكذوبةُ الكسلِ.
فصلٌ
في فضلِ قيامِ اللَّيلِ
من رحمةِ اللهِ تعالى أنْ شرعَ لنا النوافلَ لتكمِّلَ ما في الفرائضِ من نقصٍ، ولتزيدَ في الموازين من الحسناتِ، فجعل اللهُ للفرائضِ من جنسِها نوافلَ، فالصلاةُ -وهي عمودُ الدِّينِ كانت خمسَ صلواتٍ مفروضة، لا يجب علينا غيرُها إلا أن نطَّوع-جعل اللهُ لها نوافلَ تكمِّلها، فأفضلُ الصلاةِ بعدَ المكتوبةِ قيامُ اللَّيلِ، ومن الذي يدَّعي أنَّ فرائِضَه قد كَمُلت حتى يستغنيَ عن التنفُّلِ. فعن أبي هريرةَ ﵁ قال: سمعت رسولَ الله ﷺ، يقول: (إنَّ أوَّلَ ما يُحاسب به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه، فإنَّ صلحت فقد أفلحَ وأنجحَ، وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتَقَصَ من فريضتهِ شيءٌ قال الرَّبُّ ﷿: انظروا هل لعبدِي من تطوُّعٍ، فيكمل بها ما انتَقَصَ من الفريضةِ ثم يكونُ سائرُ عملِه على ذلك) رواه الترمذي وأبو داوود وابن ماجه وصححه الألباني.
وقال ﷺ فيما يرويه عن ربِّه ﷿: (وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقربُ إليَّ بالنوافلِ حتى أحبَّه فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمع به ...) رواه البخاري.
1 / 15