196

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Daabacaha

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

(ب) أخذه جميع ماله يوم الهجرة لإِنفاقه على رسول الله ﷺ: حمل الباقي من ماله عندما هاجر مع النبي ﷺ إلى المدينة، ولم يبق لأهله شيئًا، فعن أسماء بنت أبي بكر ﵂ قالت: لما خرج رسول الله ﷺ وخرج أبو بكر معه، احتمل أبو بكر معه ماله كله، خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف درهم، فانطلق بها معه، قالت: فدخل علينا جدي أبو قحافة، وقد ذهب بصره، فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه، قالت: قلت: كلَّا يا أبت، قد ترك لنا خيرًا كثيرًا، قالت: فأخذت أحجارًا فجعلتها في كوة (١) في البيت - كان أبي يجعل فيها ماله - ثم جعلت عليها ثوبًا، ثم أخذت بيده فقلت: ضع يا أبت يدك على هذا المال، قالت: فوضع يده عليه، فقال: لا بأس، إن ترك لكم هذا فقد أحسن، وفي هذا لكم بلاغ، قالت: " ولا والله ما ترك لنا شيئًا، ولكن أردت أن أسكِّن الشيخ بذلك " (٢).
(جـ) تصدُّقه بماله كله في غزوة تبوك: وعن عمر بن الخطاب ﵁ قال: «أمرنا رسول الله ﷺ أن نتصدق، فوافق ذلك مالًا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله ﷺ: " ما أبقيت لأهلك؟ " قلت: مثله. قال: وأتى أبو بكر ﵁ بكل ما عنده، فقال له رسول الله ﷺ: " ما أبقيت لأهلك؟ " قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: والله لا أسبقه إلى شيء أبدًا» (٣).

(١) الكوة: ثقب في الحائط. انظر: القاموس المحيط: باب الواو، فصل الكاف، ص ١٧١٣.
(٢) أخرجه أحمد ٦/ ٣٥٠، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٦/ ٥٩. ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق، وقد صرح بالسماع، وعزاه للطبراني أيضًا، وانظر أيضًا. البداية والنهاية ٣/ ١٧٩، وتاريخ الخلفاء للإِمام السيوطي ص ٣٩، وحياة الصحابة للكاندهلوي ٢/ ١٦٤.
(٣) أخرجه الترمذي في كتاب المناقب، باب في مناقب أبي بكر وعمر ﵄ ٥/ ٦١٤، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأبو داود في الزكاة، باب الرخصة في ذلك - أي الرخصة في إخراج المال كله - ٢/ ١٢٩، والدارمي في الزكاة، باب الرجل يتصدق بجميع ما عنده ١/ ٤٣٢٩ وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي ١/ ٤١٤، وأبو نعيم في الحلية ١/ ٣٢.

1 / 214